تم إحصاء مؤخرا 3.287 من الطيور المهاجرة بالمنطقة الرطبة بالمنعية " بحيرة سبخة المالح " الواقعة على بعد 270 كلم جنوبغرداية، حسبما علم من محافظة الغابات . و تمت عملية الاحصاء التي شملت نحو 20 نوعا من الطيور المهاجرة باستعمال وسائل تكنولوجية حديثة ( تليسكوب و مناظير) وذلك في اطار الإحصاء الدولي للطيور المهاجرة، حيث مست العملية أقاليم ولايتي غردايةورقلة كما أوضحت مصالح حماية الثروة الحيوانية و النباتية بغرداية. وحسب ذات المصدر، فإن أنواع الطيور المائية التي تمت ملاحظتها يتشكل أغلبها من البط إضافة إلى اللقلق و النخام الوردي و حجل الماء و البلشون الأبيض غيرها. هذا العدد من الطيور المائية الملاحظة بهذه المنطقة الرطبة بالمنيعة و المصنفة من طرف اتفاقية "رامسار" كإحدى المناطق ذات الأهمية الدولية تشكل بمثابة "مؤشر يبرز مدى الإقبال الكبير لهذا النوع من الطيور المهاجرة على هذا الموقع على الرغم من التدهور الذي طاله و الإعتداء الممارس على هذا الفضاء الطبيعي من طرف الإنسان ومن مظاهر التوسع العمراني الفوضوي و المتسارع الذي يهدده". كما أن تدهور هذا الموقع الطبيعي كان بفعل القلع الكثيف للغطاء النباتي و التوسع الغير شرعي للنشاط الفلاحي الذي يعرفه و التلوث الناجم عن المياه المستعملة التي تصب في البحيرة والصيد العشوائي و البناء الغير قانوني وهي كلها مظاهر سلبية من شأنها تهديد التوازن البيئي على مستوى هذه المنطقة الرطبة، حسب ذات المصدر. وتتشكل بحيرة المنيعة التي تعد كمنطقة رطبة تلعب دورا هاما في استقرار والمحافظة على التنوع البيولوجي و البيئي بالجهة من حوضين وتمتد على مساحة إجمالية تفوق 947 .18 هكتارا وتعيش بها آلاف الطيور المهاجرة منها عدة أنواع نادرة. وذكرت محافظة الغابات بغرداية أن هذه البحيرة ونظرا لموقعها الجغرافي تعد ممرا إجباريا للطيور المائية القادمة من البلدان الباردة نحو المناطق الحارة بإفريقيا . كما أن بحيرة " سبخة المالح" تحتوي على ثروة حيوانية وغطاء نباتيا دائمين لهما أهمية عالمية هي حاليا مهددة مما قد ينعكس بالسلب خاصة على أنواع البط العوام و الغطاس كما أكدت ذات المحافظة. هذا و لاحظ مسؤولو حماية الثروة الحيوانية و النباتية بمحافظة الغابات بغرداية أنه سجل منذ بداية سنة 2011 ارتفاع "محسوس" بخصوص أعداد الطيور المهاجرة التي تقصد البحيرة و القادمة من البلدان الباردة بالشمال، حيث يفسر ذلك بموجة البرد القارس التي اجتاحت البلدان الأوروبية مؤخرا مما دفع بهذه الطيور على ترك مواطنها الأصلية و التوجه نحو إفريقيا للتزاوج والتفريخ في منطقة تعتبر مواتية وأكثر ملائمة لها . هذا الإحصاء الذي ينظم سنويا على المستوى العالمي بالمناطق الرطبة يسمح بمتابعة دقيقة لأسراب الطيور المائية عبر العالم سيما منها الطيور المهاجرة التي من تعتبر من المؤشرات الدالة على نوعية المواقع كما أوضح إطار بمحافظة الغابات . و من أجل التصدي لكل مظاهر التدهور الناتجة عن تحويل المياه المستعملة إلى المنطقة الرطبة بالمنيعة فقد خصصت السلطات العمومية غلافا ماليا بقيمة واحد (1) مليار دج لإنجاز محطة لتصفية المياه المستعملة بدائرة المنيعة. و أكد نفس المتحدث أن هذه المحطة تتولى تحويل المياه المستعملة المصفاة بالبلديتين التابعتين لدائرة المنيعة لاستغلالها في سقي الأراضي الفلاحية المجاورة مضيفا في نفس السياق أن البقايا الغنية بالمواد العضوية ستستعمل لأغراض تخصيب التربة . وسيساهم دخول هذه المحطة حيز التشغيل في جهود حماية هذه المنطقة الرطبة ذات الأهمية العالمية من كل أخطار التلوث وفق ذات المصدر.