جددت الفصائل الفلسطينية اليوم الاثنين عزمها على استئناف الحوار لإتمام المصالحة الوطنية ووضع حد للانقسام الداخلي باعتباره المنفذ الوحيد لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بعد أن أظهرت واشنطن علنا انحيازها لإسرائيل واستخدمت حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي. وأعلن في هذا الإطار، مسؤول في حركة حماس أن الحركة بصدد اعداد مبادرة لإطلاق حوار وطني شامل يبحث في تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي. وقال إسماعيل رضوان القيادي في حماس في تصريح للصحافة ان الحركة " تدرس حاليا إعداد رؤيتها وتصورها لتحقيق المصالحة وفق أسس جديدة تضمن تحقيق المصالحة والمشاركة من خلال حوار وطني شامل". وكانت حركة فتح (حزب رئاسي) قد دعت بدورها الليلة الماضية حركة حماس إلى استئناف اللقاءات فيما بينهما لإنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام على أساس الورقة المصرية. وقال عضو اللجنة المركزية لفتح ومسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد في بيان صحفي "إننا على استعداد للقاء حركة (حماس) من أجل إنجاز التوقيع على الورقة المصرية التي هي في معظمها صياغة فلسطينية حتى يتم البدء بالتنفيذ بإشراف جامعة الدول العربية كما كان مقررا". وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث اليوم على أهمية المصالحة الوطنية من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حماس. وقال في تصريح صحفي انه "لا داعي لتشكيل وزارة فلسطينية جديدة ونحن الآن نحتاج الى وقت لاستعادة الوحدة الوطنية" مضيفا "انه على اتصال مع قيادات حركة حماس من اجل البحث في انجاز المصالحة وانه سيتوجه قريبا الى قطاع غزة". وأكد أن قيادات حماس معنية بالمصالحة لا سيما بعد ان وافقنا في فتح على كل التحفظات التي وردت في الورقة الفلسطينية. مضيفا ان الورقة المصرية لم تنته ويمكن البناء عليها لانها ورقة فلسطينية خالصة. يذكر أن ورقة المصالحة التي أعدتها مصر في أكتوبر من عام 2009 وقعت عليها حركة فتح فيما رفضت حماس التوقيع عليها بدعوى وجود "تحفظات" لديها على عدد من بنودها ما دفع في حينه إلى تأجيل الحوار الوطني الفلسطيني إلى أجل غير مسمى. يذكر أن الشخصيات الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات تجمعت يوم الأحد للتشاور لاتخاذ "خطوات متقدمة لإعادة إحياء الحوار الفلسطيني الداخلي وصولا لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي بات يثقل كاهل المواطنين بأعباء وتبعات تؤرقهم وتزيد من معاناتهم". وقال تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في بيان له، "أن المصالحة وإنهاء الانقسام يجب أن تكون على رأس أولويات الفصائل الإسلامية والوطنية التي تهتم بمصالح وهموم المواطنين" داعيا المثقفين والعلماء وأساتذة الجامعات والشباب وغيرهم لأخذ دورهم في السعي الجاد لإنهاء الانقسام. وفي خضم مواصلة الجهود الفلسطينية لاتمام المصالحة الوطنية لايزال استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فلسطيني في مجلس الامن الدولي يدين الاستيطان الاسرائيلي يلقى رفضا واستياءا كبيرين. وكان آلاف الفلسطينيين قد خرجوا امس الأحد في مظاهرة جابت عددا من شوارع مدينة رام الله بالضفة الغربية بدعوة من النقابات المهنية ونقابة الموظفين للإحتجاج على استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض لوفق ادانة الاستيطان. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول في كلمة للمتظاهرين الذين تجمعوا في دوار المنارة وسط رام الله " إنما نعتبر هذا القرار ضد الشعب الفلسطيني وحريته ومساندة للظلم والقهر والاحتلال الإسرائيلي وممارساته واستيطانه". وقال أمين سر منظمة فتح في رام الله رائد رضوان إن "قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى مجلس الأمن رغم الضغوطات والتهديدات يؤكد أن قرار منظمة التحرير الفلسطينية قرار مستقل لا يخضع لأحد وإنما ينبع من مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية". وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الاحد ان الجانب الفلسطيني "لا يريد القطيعة" مع الولاياتالمتحدة رغم الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار عربي في مجلس الأمن لإدانة الاستيطان الاسرائيلي. وشدد عباس على ان الجانب الفلسطيني يريد عملية السلام ومستعد للذهاب الى المفاوضات على أساس المبادئ التي "اتفقنا عليها" ومنها وقف الاستيطان والاعتراف بحدود 1967 اضافة الى موضوع الامن. وكانت الولاياتالمتحدة قد استخدمت يوم الجمعة الفارط حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لإدانة الاستيطان الإسرائيلي تقدمت به المجموعة العربية فى مجلس الأمن بينما صوتت دول المجلس ال 14 الأخرى لصالح مشروع القرار. ويقوم القرار على إدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما يشمل القدسالشرقية وضرورة تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب على الأراضي الفلسطينية.