شرعت العديد من الدول الأجنبية اليوم الخميس في عمليات إجلاء عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من ليبيا في إندفاع يائس إلى الحدود التونسية في إطار جسر جوي وبحري في مسعى منهم للتخفيف من خطورة الاوضاع الانسانية و تفادي كارثة على الحدود حذرت من عواقبها منظمة الصحة العالمية. وأكدت مجموعة الدول الأوروبية كفرنسا واسبانيا وايطاليا وبريطانيا إجلاء أكثر من 20 الف مهاجر بالحدود التونسية الليبية غالبيتهم من المصريين. وبدأت الحكومة الإسبانية اليوم بمد جسر جوي عبر إرسال طائرة لنقل العالقين المصريين بين الحدود التونسية الليبية والفارين من الاضطرابات السياسية التي تشهدها الأراضي الليبية لنقلهم إلى مصر. وأشارت وسائل الإعلام الإسبانية إلى أن الطائرة التي من المقرر إقلاعها اليوم من مطار مدنية "توريخون دي أردوث" العسكرية تحمل على متنها موادا غذائية وإنسانية تقدر ب 30 طن من المساعدات العاجلة لمتضرري النزوح ومحاولة إنقاذ 4 آلاف لاجئ على الحدود. وتشارك فرنسا في عمليات إجلاء النازحين إذ قررت إرسال السفينة الحربية (ميسترال) إلى ليبيا لاجلاء آلاف من العمال المصريين المحصورين هناك كجزء من التدابير المتخذة من قبل الاتحاد الاوروبي. ومن المقرر ان تصل (ميسترال) إلى ميناء طولون في البحر الأبيض المتوسط صباح يوم 3 مارس الجارى ثم تتجه إلى الساحل الليبي. وقال وزير بالحكومة الايطالية ان بلاده تتهيأ لنزوح جماعي محتمل للمهاجرين الفارين من الاضطرابات السياسية في شمال افريقيا بعدما تزايدت تدفقات المهاجرين غير الشرعيين من تونس الليلة الماضية. ومن المقرر أن ترسل المانيا ثلاث سفن عسكرية لاعادة نحو اربعة الاف لاجئ غالبيتهم من المصريين كانوا فروا من ليبيا إلى تونس. من جهتها أعلنت منظمة الهجرة العالمية اليوم عن بدء عملية دولية لإجلاء المهاجرين الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل وروعتهم أعمال العنف جراء الأزمة السياسية الراهنة في ليبيا. وأوضحت المنظمة في بيان لها أنها أرسلت سفينة لمدينة بنغازي (شرق ليبيا) الخاضعة لسيطرة بهدف إجلاء المهاجرين الأفارقة خاصة الفئات الضعيفة الأكثر احتياجا للمساعدة كالنساء والأطفال والمحتاجين لرعاية طبية. وفي خضم هذه المساعي شرع المئات من الجالية المصرية في مغادرة الحدود التونسية مع ليبيا على متن العشرات من الحافلات التي أقلتهم إلى مطار جربة وميناء زارزي. وذكرت مصادر مصرية أن 11 الفا و717 مصريا قادمين من ليبيا وتونس تمكنوا اليوم في إطار الجسر الجوي الذي تنظمه شركة مصر للطيران لإعادة المصريين العاملين هناك بعد تردي الاوضاع في ليبيا ليرتفع بذلك عدد المصريين القادمين من المطارات الليبية والتونسية منذ بدء الجسر الجوي إلى 65 الفا و 159 مصريا. ولم تغب الصين عن المسعى الدولي الذي تقوم به العديد من الدول لاجلاء العالقين على الحدود الليبية سيما بعد التحذيرات الاممية التي دعت إلى مساعدات انسانية عاجلة خوفا من كارثة انسانية محتملة في المنطقة. إذ أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنه قد تم إجلاء ما إجماله 35860 مواطنا صينيا من ليبيا حتى صباح اليوم الخميس فى واحده من أكبر وأعقد عمليات الاجلاء التى تقوم بها الحكومة الصينية منذ عام 1949 شاركت فيها طائرات عسكرية وسفن حربية وفرقاطات وبوارج. وأطلقت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إستراتيجية مشتركة لاقامة جسر جوي وبحري عاجل كحل انجع للتخفيف من خطورة الأوضاع الإنسانية و تفادي كارثة انسانية على الحدود الفاصلة بين الجماهيرية وتونس. ونظرا لتدهور الاوضاع في ليبيا حذر إيريك لاروش المدير العام المساعد للمنظمة العالمية للصحة من أن الأوضاع الصحية على الحدود التونسية الليبية يمكن ان تتسبب في ظهور أوبئة. و لاحظ المسؤول الاممي في مؤتمر صحفي اليوم بتونس أن المخيمات ومراكز الايواء على الحدود التونسية مع ليبيا اكتظت باللاجئين ما اضطر بعضهم إلى النوم على الارض. مشيرا إلى تسجيل حالات اسهال ونزلات برد وأمراض بالجهاز التنفسي. وفي إطار الإحتمالات من وقوع جرائم ضد الإنسانية في ليبيا أعلن المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو اليوم في لاهاي عن فتح تحقيق حولالقضية في ليبيا يستهدف الزعيم الليبي معمر القذافي وأبناءه وعددا من كبار المسؤولين في نظامه. وقال مورينو أوكامبو خلال مؤتمر صحافي عقده في لاهاي "نود أن نعلن لكم أن مكتب المدعي العام قرر فتح تحقيق حول جرائم ضد الإنسانية قد تكون ارتكبت في ليبيا منذ 15 فبراير " مبرزا أن التحقيق يشمل "معمر القذافي والحلقة المقربة منه بمن فيهم أبناؤه".