استعادت قوات الأمن البحرينية صباح يوم الأربعاء السيطرة على "دوار اللؤلؤة" وسط العاصمة المنامة بعد أن أخلته من آلاف المحتجين المعتصمين فيه منذ عدة أسابيع للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية وذلك غداة إعلان حالة الطواريء في جميع أنحاء المملكة لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من يوم الثلاثاء. وقد شرع المئات من رجال شرطة مكافحة الشغب في البحرين فجر اليوم بإخلاء "دوار اللؤلؤة" -النقطة المحورية لتجمع المتظاهرين المعتصمين فيه منذ عدة أسابيع للمطالبة بالتغيير مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل حسب تقارير إخبارية. وأضافت المصادر أن الشرطة وصلت إلى "دوار اللؤلؤة" و بدأت بإخلاء المنطقة من المعتصمين حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع و أحرقت الخيام التي كانوا يستخدمونها ما اجبر المحتجين على التفرق متجهين إلى ضواحي المنامة والقرى المحيطة بها بعدما ردوا على هجوم الشرطة بإلقاء القنابل الحارقة وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع فوق الميدان. وقد أعلنت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين فى بيان أن قوات الأمن العام والحرس الوطني وبمساندة من قوة دفاع البحرين بدأت صباح اليوم بعملية تطهير "دوار اللؤلؤة"والمرفأ المالي ومستشفى السلمانية وما حولهم و إخلائهم من من وصفتهم ب"الخارجين عن القانون الذين روعوا المواطنين والمقيمين وأرهبوهم وأساءوا للاقتصاد الوطني" مشيرة الى ان العملية تمت مع مراعاة السلامة للجميع. وهنأت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين المواطنين جميعا ب"بدء عودة الأمور إلى طبيعتها" مؤكدة بأنها "ستتخذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية اللازمة لبسط الأمن والنظام العام للمحافظة على الوطن والمواطنين" كما ناشدت القيادة العامة المواطنين والمقيمين بالابتعاد عن التجمهر في المناطق الحيوية وسط العاصمة حفاظا على سلامتهم. وتأتي هذه التطورات غداة إعلان عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة حالة الطوارئ في جميع انحاء المملكة إعتبارا من أمس ولمدة ثلاثة أشهر بسبب "الظروف التي تمر بها مملكة البحرين والتي جرى فيها تصعيدات أمنية مست امن البلاد وعرضت حياة المواطنين للخطر واضرت بمصالحهم وأرزاقهم وتعدت على ممتلكاتهم" بموجب المرسوم الملكي الذي أصدره العاهل البحريني. ويأتي إعلان حالة الطوارئ في المملكة غداة دخول قوات سعودية وإماراتية إلى البحرين ضمن قوات "درع الجزيرة" التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي للمساهمة في إرساء الأمن بناء على طلب من المنامة التي حاولت فتح حوار مع المحتجين خلال الأيام الماضية غير أنهم أصروا على الاستمرار في حركتهم الاحتجاجية وقاموا بإغلاق الطرق الرئيسية ومواقع اقتصادية حيوية. وكان وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة قد أكد في كلمة وجهها عبر تلفزيون البحرين أمس ونقلتها وكالة أنباء البحرين أن "الأعمال الإجرامية لن تمر بأي حال من الأحوال دون محاسبة أو مسائلة" داعيا المواطنين والمقيمين إلى الهدوء وتوخي الحذر في تحركاتهم والتعاون مع رجال الأمن من أجل تسهيل مهامهم. ونظرا لتصاعد حدة الإضطرابات في البحرين دعت روسيا اليوم جميع الأطراف المعنية إلى الابتعاد عن العنف والتحلى بالهدوء لإحلال الاستقرار والوحدة الوطنية في المجتمع البحريني معتبرة أن "الحل الوحيد" للوضع القائم هو عبر إجراء "استشارات وطنية واسعة وبشكل عاجل" لحل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أكدت أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي مع نظيرها المصري نبيل العربي بالقاهرة أنه "لا يمكن حل المشكلة في البحرين بمجرد تحقيق الأمن ولابد من تسوية سياسية" مضيفة أن "استخدام العنف من أي طرف سيصعب الوضع ويصعب الوصول إلى حل سياسي". للتذكير، فإن مملكة البحرين تشهد منذ الثالث من فيفري الماضي مظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية في مقدمها إقالة الحكومة وتشكيل أخرى تبدأ ب"إصلاحات سياسية وديمقراطية حقيقية" ووضع دستور جديد للبلاد يتضمن نظام ملكية دستورية. وقد قتل خلال هذه المظاهرات ستة أشخاص فيما أصيب العشرات بجروح وفق حصيلة رسمية. وتزعم الأغلبية الشيعية -التي تشكل 75% من سكان البحرين- أنها تواجه تمييزا في العمل والخدمات الأخرى وتنفي المملكة هذه الادعاءات.