لازالت المواجهات متواصلة يوم الأحد بين القوات الليبية و المتمردين في شرق البلاد مما خلف وضع إنساني متأزم يصعب احتواؤه بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء (عملية فجر الاوديسا) التي تشنها قوات التحالف الغربي ضد ليبيا والتي خلفت العديد من الضحايا المدنيين. وتتبادل القوات الموالية للعقيد الليبي معمر للقذافي والمتمردين السيطرة على بعض المدن سيما المتواجدة شرق البلاد بعد بدء التحالف الغربى فى شن غاراته الجوية ضد قوات القذافى والتي خلفت مقتل واصابة العديد من المدنيين. وقد تعرضت الليلة الماضية مواقع مدنية وعسكرية في مدينة (الرجبان ) الجبلية جنوب غرب طرابلس حوالى (150 كلم) ومدينة الخمس الساحلية (120 كلم) شرق العاصمة إلى قصف صاروخي عنيف. وقالت مصادر ليبية رسمية إن القصف الصاروخي من قبل طيران التحالف الغربي طال أحياء سكنية بمدن البريقة وطرابلس وغريان ومزدة وسبها خلال اليومين الماضيين تسبب في سقوط عدد من الشهداء أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ. من جهتها، نقلت وكالة الجماهيرية للانباء عن مصادر طبية قولها ان هذا القصف العدواني اصاب العديد من الاسر بمنطقة العرقوب في مدينة البريقة شرق ليبيا وتسبب القصف في استشهاد عدد من أفراد أسر المنطقة أغلبهم من الأطفال والنساء. وأكد شهود عيان مقتل شخص واحد وإصابة آخرين نتيجة قصف نفذته فجر اليوم القوات الليبية استهدف مبنى فى مدينة مصراتة التى تسيطر عليها المتمردين فى ليبيا. يذكر أن مصراتة هي ثالث مدن ليبيا الكبرى تقع علي البحر الأبيض المتوسط عند الحافة الغربية لخليج السدرة على خط عرض 22,32 شمالا وخط طول 06,15 شرقا وتبعد عن مدينة طرابلس 208 كم شرقا, ويبلغ عدد سكانها (مصراتة وزليطن وبني وليد) حسب التعداد العام للسكان العام 2006 نحو 543129 نسمة. ودائما على الصعيد الامني افادت مصادر اعلامية ان قوات المعارضة الليبية استعادت ليلة أمس السبت سيطرتها على المناطق الشرقية لمدينة البريقة النفطية التي تبعد نحو 600 كم شرق العاصمة طرابلس. وتتمتع المدينة بأهمية كبيرة مع مدينة رأس لانوف الشرقية اذ انهما تساهمان بأكبر حصة من إنتاج النفط فى البلاد البالغ مقداره 5ر1 مليون برميل يوميا وقد تأثر الانتاج بشكل كبير منذ اندلاع الاضطراب فى 15 فيفري الماضي. وقد نفذ حلف الناتو الذي يقوم بعمليات عسكرية في ليبيا تحت اسم " الحامي الموحد : العمليات الجوية" قام ب 363 طلعة جوية و 148 ضربة جوية منذ بداية التدخل العسكري الاجنبي في 31 مارس الماضي من بينهم 174 طلعة جوية و74 ضربة جوية في أول أفريل وفق مصادر في الحلف. وفي إطار المساعي الديبلوماسية الافريقية لاحتواء الازمة في ليبيا سيقوم رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ ابتداءا من اليوم الاحد بزيارة رسمية الى لندن وبروكسل تستمر ثلاثة ايام لاجراء مباحثات مع مسؤولين بريطانيين والاتحاد الاوروبي وحلف شمالي الاطلسي "ناتو" للبحث عن سبل لحل الازمة في ليبيا. ويؤكد رئيس المفوضية موقف الاتحاد الافريقي بخصوص الازمة في ليبيا وفقا قرارات مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي ولخارطة الطريق التي اقترحتها لجنة الاتحاد الافريقي العليا المعنية بحل الازمة الليبية. وتجري تخوفات عن مصير المدنيين جراء القصف والمعارك الجارية في البلاد التي تصعب من مهمة ايصال المساعدات الانسانية للمدنيين لتفادي حدوث أزمة انسانية. وفي هذا الإطار، صرح الامين العام للامم المتحدة بان كى مون أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى ليبيا عبد الله الخطيب اختتم اجتماعين منفصلين مع ممثلي الفصائل المتحاربة في ليبيا لتفادي حدوث أزمة انسانية في ليبيا وداخل الدول المجاورة. وقال "إن المحادثات مع الطرفين تهدف إلى إنهاء الأزمة الانسانية التي أجبرت آلاف الاشخاص على السعى في طلب اللجوء في الدول المجاورة" مؤكدا "أنه منذ بداية الازمة فر 380 ألف شخص من ليبيا ". ومن اجل مساعدة نحو 100 الف شخص طردوا من ديارهم أو هربوا من المعارك أعلن الوزير البريطاني المكلف بالتنمية الدولية اندروميتشل أن بريطانيا سترسل قريبا أولى مساعداتها العاجلة إلى ليبيا.