تراجعت حدة المواجهات بابيدجان العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار بين قوات الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو والقوات الموالية للرئيس المعترف به من قبل المجتمع الدولي الحسن واتارا بعد تحقيق هذه الاخيرة نجاحا عسكريا ملحوظا و استعدادها لشن هجوم "فاصل" فيما يدعو المجتمع الدولي الى توخي الحذر وحماية المدنيين. ورغم أن معسكر غباغبو عزز صفوفه مؤخرا في صد أي هجوم لقوات واتار فان القوات الموالية لواتارا تسير نحو تحقيق أهدافها حيث بات الوضع مناسبا لشن أي هجوم سريع على ابيدجان حسب ما افادت تقارير صحفية. وأكد غيوم سورو رئيس وزراء الحسن واتارا أن الوضع"اصبح مواتيا" لتشن قوات واتارا "هجوما واسعا" علىابيدحان فى مسعى للاطاحة بغباغبو. و قال سورو في التلفزيون الموالي لواتار (تي سي اي) "ان الاستراتيجية كانت محاصرة مدينة ابيدجان و هذا ما نجحنا فيه بشكل جيد.لقد ارسلنا جنودا الى داخل المدينة لمناوشة الوحدات المؤيدة لغباغبو , ميليشيات و مرتزقة". و اوضح "لقد تبين لنا بعد ذلك ان هذه المناوشة احدثت اضطرابا عاما في صفوف وحدات(الرئيس المنتهية ولايته غباغبو) .و اصبح الوضع ناضجا لهجوم سريع". واضاف سورو "ان العملية ستكون سريعة لأننا كشفنا بالتدقيق عدد دبابات (وحدات غباغبو) الموجودة في الميدان" داعيا الايفواريين الى أن يثقوا في "القوات الجمهورية"التابعة لواتارا. يشار الى قوات واتارا دخلت الى أبيدجان الخميس الماضى بعد اربعة ايام من هجوم خاطف وتحاول حاليا السيطرة على المعاقل الاخيرة للرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو خصوصا القصر ومقر الاقامة الرئاسيين. وقد انشقت معظم القوات النظامية عن الرئيس غباغبو بينما لا يزال الحرس الجمهوري والقوات الخاصة على ولائهم له وأن هناك قتال عنيف يدور معهم.. في حين لم يبد غباغبو أية نية للتنحي عن السلطة رغم الدعوات العديدة التي وجهت إليه. وكانت قوات حفظ السلام الفرنسية /ليكورن/ عززت يوم الاحد تواجدها في كوت ديفوار و أعلنت سيطرتها على مطار ابيدجان وسط قتال عنيف بين قوات لوران غباغبو وقوات واتارا وفقا لما أعلنه الجيش الفرنسى. و عززت فرنسا تواجدها فى كوت ديفوار بارسال 300 جندى اضافى ليصل عدد قواتها الى 1400 جندى تشتمل مهمتهم حماية الاجانب من الهجمات وعمليات السلب والنهب وسط حالة عدم الاستقرار التى تشهدها كوت ديفوار. وقال المتحدث باسم القوة الفرنسية تيرى بوركارد ان "القوة الفرنسية وبالتعاون مع القوات الاممية في كوت ديفوار سيطرت على مطار فيليكس هوفويت بوانيى". وفي غضون ذلك وصل إلى كوت ديفوار يوم الإثنين مساعد الأمين العام للامم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان لتقييم الأوضاع الإنسانية فى ضوء الأنباء التى تحدثت عن مذبحة قتل فيها مئات المدنيين خلال المعارك بين القوات الموالية لكل من الرئيس غباغبو ومنافسه المعترف به دوليا الحسن واتارا. من جهة أخرى - نقل راديو "سوا" -الأمريكي عن مبعوث رئيس كوت ديفوار المعترف به دوليا واتارا نفيه تورط القوات الموالية للرئيس المنتخب فيما وصفتها بعثة الاممالمتحدة فى بلاده "بالمجازر" . وعلى الصعيد الانساني أكدت "القوات الجمهورية" الموالية لواتارا انها "أحصت"152 جثة في دويكويه (غرب) و ليس المئات كما ذكرت عدة منظمات انسانية. وكانت قوة الاممالمتحدة فى كوت ديفوار ذكرت ان 330 شخصا قتلوا في معارك دامية بمدينة دويكويه بين الاثنين والاربعاء الماضيين فيما افادت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان 800 شخص على الاقل قتلوا يوم الثلاثاء الماضي في المدينة . و من جهتها افادت منظمة "كاريتاس " الكاثوليكية غير الحكومية فى بيان ان الف شخص قتلوا او فقدوا فى تلك المدنية مدينة التى شهدت مجزرة ارتكبت خلال معارك جرت بين الاحد والثلاثاء الماضيين. و نقلت وكالات الانباء عن سيديكي كوناتي متحدث باسم غيوم سورو رئيس وزراء واتارا قوله "بعد اربعة ايام من البحث مع الصليب الاحمر الدولي و الاممالمتحدة احصينا 152 جثة في المجموع .الرقم الرسمي هو 152 جثة". و اضاف كوناتي "من الصعب التثبت ممن قتلوا خلال الاشتباكات و بعدها.و لهذا فمن السابق لاوانه اثبات مسؤولية القوات الجمهورية.وقعت معارك وكان هناك قتلى". وأكدت بدورها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الأحد إن رئيس كوت ديفوار المنتهية ولايته لوران غباغبو يجب أن يرحل فورا مضيفة أن بقاءه "يؤدي إلى الفوضى". وقالت كلينتون في بيان لها اليوم أن "واشنطن تشعر بقلق عميق أمام الوضع الخطير الذي يتدهور في كوت ديفوار لاسيما في ضوء المعلومات الواردة عن حدوث مجازر على نطاق واسع في غرب البلاد "التي قالت كلينتون إن "غباغبو يدفعها إلى الفوضى". وتشهد كوت ديفوار أزمة سياسية حادة بعدما أعلن غباغبو تمسكه بالسلطة.. وسط تقارير دولية تشير إلى أن واتارا هو الرئيس المنتخب للدولة الأفريقية بعد فوزه بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في وفمبرالماضي.