بدأ الجيش الليبي الموالي للقذافي حملة تجنيد إجبارية للشباب في مختلف مناطق طرابلس في محاولة لحشد مزيد من القوات العسكرية لصالحه. وفي هذا الشأن، قال مسؤول ليبي لصحيفة الشرق الأوسط، أنه ''يتوقع عملية عسكرية برية يشنها حلف الناتو، لذا نحن نستعد لكل الاحتمالات، مؤكدا أنه إذا حاولوا غزونا برا سنكون جاهزين تماما''. واعتبر نفس المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه حسب ما نقلته الصحيفة ذاتها، أنه بعد عدم نجاح قوات وطائرات الناتو في دفع القذافي إلى التنحي عن الحكم بعد الكم الهائل من القصف الصاروخي والعسكري ضد قواته العسكرية وكتائبه الأمنية، من المرجح القيام بعملية عسكرية برية. وأضاف المسؤول ذاته، أن القصف لن يجبر النظام على الاستسلام، هذا ما أدركه الناتو مؤخرا، لذا نتوقع أن يسعى الناتو لشن حرب برية، لدينا معلومات شبه مؤكدة في هذا الإطار، ونتعامل معها على محمل الجد. ولجأ القذافي إلى إعادة نشر قواته وآلياته العسكرية مستغلا المساحة الشاسعة للأراضي الليبية التي ما تزال تحت سيطرته، بينما بدأ أيضا في تجنيد النساء والأطفال على حمل السلاح، وعرض التلفزيون الرسمي الليبي تقارير تظهر مجموعات مختلفة من النساء وهن يتدربن على إطلاق النار، ويتسابقن على إعادة تجميع الكلاشنيكوف والبندقية الآلية، وقال أحد المشرفين على معسكر لتدريب النساء إن معظمهن ربات بيوت، خرجن بمحض إرادتهن متطوعات للدفاع عن ليبيا والقذافي. وأظهرت اللقطات التي بثها التلفزيون الليبي وجود ضابطات في الجيش الموالي للقذافي يتولين مهمة تدريب النساء اللاتي لا يوجد سقف أعلى لأعمارهن، حيث ظهرت سيدات كبيرات في السن وهن يرتدين الزي المحلي ويطلقن النار من أسلحتهن على أهداف منتقاة في أحد المعسكرات داخل طرابلس، وقال مسؤول عسكري ليبي لدينا متطوعون من كل الأعمار، هناك نساء وشيوخ، ورجال وحتى شباب صغير السن، الكل يتسابق لأداء دوره الوطني -على حد قوله. ومن جهة أخرى، ردد مواطنون في طرابلس معلومات غير مؤكدة عن تعرض بعض من رفضوا الانضمام إلى هذه المعسكرات للاعتقال والضرب في أماكن غير معلومة. الاتحاد الإفريقي والأوروبي يسعيان إلى إيجاد حل للأزمة الليبية اليوم في أديس أبابا وقف إطلاق النارمرحلة انتقالية وانتخابات ديمقراطية في ليبيا يعقد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي اجتماعا مشتركا مع اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي بمقر مفوضية الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، اليوم، للنظر في الوسائل الممكنة لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، وفق خارطة طريق الاتحاد الإفريقي وإجراء انتخابات ديمقراطية. وأوضح بيان للاتحاد الإفريقي أهمية تبني عملية سياسية لحل الأزمة في ليبيا وفقا لخارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الإفريقي، ولقرارات مجلس السلم والأمن، مشيرا إلى أهمية أن تتضمن العملية السياسية وقفا فوريا لإطلاق النار، كاشفا عن استمرار الاتصالات مع عدد من الشركاء الدوليين والجهات المعنية لبدء مفاوضات في وقت مبكر لوقف إطلاق النار وإقامة فترة انتقالية شاملة، وإجراء الإصلاحات اللازمة لمعالجة أسباب الأزمة الراهنة على أن تتوج هذه الفترة الانتقالية بانتخابات ديمقراطية تمكن الشعب الليبي من اختيار قادته بِحرية. وأكد البيان أن الاتحاد الإفريقي سيواصل جهوده في ليبيا من أجل حل سريع ونهائي للأزمة والمساعدة في الوفاء بالطموحات المشروعة للشعب الليبي، في إطار مواثيق وآليات الاتحاد الإفريقي الأخرى التي تتعلق باحترام قدسية الحياة البشرية والديمقراطية والحكم الرشيد. ومن المقرر أن يعقد اجتماع مشترك آخر لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي وممثلين من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدةبأديس أبابا يوم 21 ماي الجاري بهدف التوصل إلى حل سياسي وتوافق دولي للخروج من الأزمة في ليبيا. ميدانيا، واصلت طائرات تابعة لقوات لحلف شمال الأطلسي أمس، شن غاراتها الجوية على مواقع في العاصمة طرابلس -حسبما أعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم، في تصريحات صحفية ''الهجمات استهدفت مبان إدارية وسط العاصمة الليبية طرابلس''، مشيرا إلى تضرر أحد المستشفيات جراء الغارات التي يشنها قوات حلف الناتو، بينما أعلن ناطق عسكري ليبي، أن موقعا مدنيا وسط طرابلس يضم منشآت ومرافق خدماتية وإنسانية تعرض ليلة الثلاثاء إلى القصف من طرف قوات الحلف.