الجزائر - اشتدت حدة المواجهات المسلحة المستمرة منذ أربعة أيام بين مسلحين قبليين مناهضين للنظام اليمني والقوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح واتسعت رقعتها لتصل إلى أطراف مطار صنعاء الدولي مخلفة العديد من القتلى وسط مخاوف من جر البلاد نحو حرب أهلية بعد فشل كل الوساطات حتى الآن. وتزايدت حدة الاشتباكات بشكل عنيف ومكثف في العاصمة صنعاء بين القوات الحكومية اليمنية وعناصر مسلحة موالية للمعارض الشيخ صادق عبد الله الأحمر زعيم أكبر القبائل في اليمن بعد تبادل إطلاق كثيف للنار بعدد من شوارع صنعاء في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء أسفرت عن مقتل 24 شخصا، حسب حصيلة جديدة صدرت اليوم الخميس من مصادر رسمية وقبلية. وأفاد مصدر قبلي أن 18 شخصا من بينهم 12 عنصرا من الحرس الجمهورى وستة افراد من قبيلة أرحب شمال مطار صنعاء ومدنيون قتلوا في المواجهات التي جرت مساء الأربعاء وليلا بين الطرفين. وفي حي آخر من العاصمة قتل ستة اشخاص أربعة مدنيين وعنصران من قوات الامن في المعارك التي استمرت طوال الليل بين القوات الموالية للرئيس صالح ومسلحين مناصرين للشيخ صادق الاحمر زعيم قبائل حاشد النافذة في اليمن، وفق ما افادت وكالة الانباء اليمنية الرسمية. من جانب آخر، قتل 28 شخصا في إنفجار بمخزن للذخائر في العاصمة صنعاء يعود لقبيلة حاشد التي تتزعمها عائلة المعارض الشيخ صادق عبد الله الأحمر زعيم أكبر القبائل في اليمن التي يخوض مسلحوها منذ أربعة أيام مواجهات مع قوات الامن اليمنية حسب الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية (26 سبتمبر). وتوسعت الاشتباكات بين الجانبين لتصل مساء أمس إلى أطراف مطار صنعاء وسط أنباء مصادر مستقلة تؤكد تحويل حركة الطيران المدنى من مطار صنعاء الدولى إلى مطار عدن الدولى جنوب البلاد غير أن مدير عام مطار صنعاء الدولى ناجى المرقب نفى الانباء التى تحدثت عن اغلاق المطار وتحويل مسار الرحلات الى مطار عدن مؤكدا أن مطار صنعاء الدولي "يعمل بشكل طبيعي". وفي الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول سيطرة رجال القبائل على مبنى وزارة الداخلية نفت الحكومة اليمنية هذه الأنباء وتوعدت من اسمتهم "عصابات آل الأحمر" برد قاس وعنيف. وفي هذا السياق، أوضح وزير الداخلية اليمني مطهر رشاد المصري أن الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية عن سقوط مبنى ديوان الوزارة بيد من اسماهم ب"أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة" ليس لها أي أساس من الصحة وأنها مجرد شائعات تروج لها بعض المواقع الالكترونية بهدف البلبلة والإثارة والتهويل. للإشارة، فإن العناصر المسلحة الموالية للشيخ صادق الأحمر كانت قد حاولت عدة مرات اقتحام مبني وزارة الداخلية اليمنية وترددت أنباء أنها تمكنت بالفعل اليوم من اقتحام المبنى والسيطرة عليه وهو ما نفاه وزير الداخلية اليمني. ورغم اشتداد حدة المواجهات بين الجانبين والخسائر التي تعرض لها كل منهما والتي طالت حتى لجنة الوساطة لوقف القتال والتي رأسها رئيس جهاز الأمن السياسي بمقتل أحد أعضائها وإصابة آخرين نتيجة قصف من القوات الحكومي لمنزل الشيخ صادق إلا أن العديد من شيوخ القبائل أكدوا حرصهم الكبيرا على عدم الانزلاق إلى حرب أهلية. كما أكدت هذا الموقف ما عرفت باسم "ثورة الشباب السلمية " الذين حرصوا على إعلان استمرار احتجاجاتهم السلمية حتى تتحقق مطالبهم في إسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح ومعاونيه عن السلطة. وفي ظل تردي الوضع الأمني وتصاعد أعمال العنف طلبت وزارة الخارجية الأميركية من كل مواطنيها الموجودين في اليمن ومن كل أفراد عائلات الموظفين الحكوميين وبعض الدبلوماسيين غير الأساسيين مغادرة البلاد. وبناء على أوامر رئاسية أصدر المدعي العام اليمني اليوم أمرا بإعتقال زعيم قبيلة (حاشد) المعارض الشيخ صادق الأحمر وأخوانه بسبب اعمال العنف القبلية التي تسبب فيها طيلة الايام الماضية والتي أدت إلى مقتل 73 شخصا حتى الآن. وقال مصدر قضائي يمني "أن أوامر أصدرها المدعي العام بالقبض القهري على الشيخ صادق الاحمر واخوانه جاءت بناء على توجيهات رئاسية". كما أكدت خدمة (26 سبتمبر) الناطقة باسم وزارة الدفاع اليمنية أن "أوامر صدرت بالقبض القهري على المتمردين أولاد الاحمر وغيرهم لمحاكمتهم بالتمرد المسلح". ويستعد الملايين من المواطنين اليمنيين غدا الجمعة "لإحياء جمعة النظام والقانون في العاصمة صنعاء والمحافظات تأييدا للشرعية الدستورية ودعما للأمن والاستقرار ورفض العنف والفوضى والتخريب"، حسب ما ذكر موقع (مؤتمر نت) الناطق بلسان حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم . وقال الموقع "انه من المقرر أن يؤدي الملايين من أبناء الشعب صلاة الجمعة في ميدان السبعين بصنعاء ثم يشاركون في مهرجان ضخم بميدان السبعين بالتزامن مع مهرجانات مشابهة تقام في مختلف المحافظات تعبيرا عن الولاء والوفاء للرئيس اليمني وتأكيدا على تمسك الشعب بالشرعية الدستورية ورفض محاولات الانقلاب عليها والمساس بالمكتسبات والثوابت الوطنية وكل الأعمال الخارجة على النظام والقانون التي تسعى لاقلاق السكينة العامة و جر البلاد نحو حرب أهلية".