الجزائر - تجددت المعارك يوم الجمعة فى شمال العاصمة اليمنية صنعاء بين القوات الحكومية و العناصر القبلية المسلحة في الوقت الذي تستمر فيه دول مجلس التعاون الخليجي في بذل كافة الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي يوقف الاقتتال الدائر ويحقن دماء الشعب اليمني. و حسب ما ذكرته مصادر اعلامية فان قوات الجيش اليمنية تواصل عملياتها الامنية في إطار تطهير المنشات والمقار الحكومية بمنطقة "الحصبة" شمال صنعاء التي احتلتها العناصر المسلحة الموالية للصادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد (أكبر القبائل اليمنية) خلال الأيام الماضية. و قد اندلعت المواجهات مجددا فجر اليوم بالقذائف والاسلحة الرشاشة حول منزل الشيخ صادق الاحمر فى حى الحصبة اسفرت عن سقوط عدد من القتلى و الجرحى. من جهة اخرى انفجرت ثلاث قذائف ليلا امام الجدار الخارجى لجامعة صنعاء قرب ساحة التغيير مركز حركة الاحتجاج ضد النظام, وانتشرت دبابات من الفرقة الاولى المدرعة بغرض تشتيت المتظاهرين و المعتصمين. ومع تواصل المواجهات العنيفة بين الجانبين وتوسع نطاقها اتهم مكتب الشيخ صادق الأحمر في بيان له امس الخميس القوات النظامية بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في منطقة الحصبة والأحياء المحيطة بها جراء "القصف العشوائي" الذي تشنه بمختلف الأسلحة على المنطقة. بينما تؤكد السلطة اليمنية أن المواجهات التي خلفت مئات القتلى و الجرحى بدأت نتيجة قيام هذه العناصر المسلحة بالسيطرة على بعض المنشات الحكومية في منطقة الحصبة شمال شرق العاصمة حيث مقر إقامة الأحمر ومنها وزارة الصناعة والتجارة وقيامها بالهجوم على عدد آخر منها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية وأن السلطة من واجبها الحفاظ ع على الممتلكات العامة بأي وسيلة ومنها استخدام القوة. و تأتي هذه التطورات وسط تزايد مطالبات عدد من المنظمات المدنية اليمنية وأخري دولية بتقديم رموز النظام الحاكم باليمن للمحاكمة لاتهامه باستخدام القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين سلميا. و للتذكير فإن المواجهات بين الجانبين قد بدأت الأسبوع الماضي عندما حاولت العناصر المسلحة الموالية للشيخ الأحمر منع القوات الحكومية من دخول مدرسة مجاورة لمنزل الشيخ الأحمر وتحويلها إلى ثكنة عسكرية حسب المعارضة. و سعيا منها لاحتواء الازمة في اليمن من خلال الحوار تواصل دول مجلس التعاون الخليجي في بذل كافة الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي يقوم على تغليب الحكمة والعقل ومراعاة المصالح العليا للبلاد والحيلولة دون تدهور الأوضاع. وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني اليوم الجمعة "ان دول المجلس وحرصا منها على أمن واستقرار ووحدة اليمن سوف تواصل دعم ومساعدة اليمنيين والعمل معهم لتحقيق ما يرونه الاصلح لليمن وشعبه". و في هذا السياق أكدت الحكومة اليمنية امس الخميس استعدادها لاستكمال التوقيع على المبادرة الخليجية لانهاء الازمة في اليمن والذي تم تأجيله من قبل الرئيس اليمني نتيجة رفض أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) حضور مراسم التوقيع في القصر الجمهوري مشيرة إلى ان موعد التوقيع سيتحدد قريبا بناء على التشاور والتنسيق القائم بين الجمهورية اليمنية ودول مجلس التعاون الخليجي بهدف تسوية الازمة. كما أعلنت الحكومة عن موافقتها بزيارة فريق أممي من مجلس حقوق الإنسان لتقصي الحقائق حول الوضع في اليمن نتيجة وتسهيل مهمته في محاسبة وملاحقة من يقومون بأعمال تمس حقوق الإنسان في البلاد مشيرة إلى انه تم التنسيق بشأن زيارة الفريق المقررة في جويلية الجاري وكذا آلية العمل. و من جهة اخرى اعتبر محللون سياسيون ان تصاعد الازمة السياسية في اليمن ستؤدي إلى انهيار اقتصادي , وستحتاج اليمن سنوات لاستعادة قوة اقتصادها , وجهود مضنية لاعادة بناء مجتمعها الذي يعاني من الانقسامات. واكدوا على انه و بعد اربعة اشهر من الاحتجاجات والجمود السياسي في اليمن قدر خسائر الازمة الحالية بنحو خمسة مليارات دولار , او حوالي 17 بالمائة من الناتج المحلي في البلاد لعام 2009. وفي خضم تأزم الوضع السياسي تبادلت السلطة اليمنية ومصادر المعارضة الاتهامات بقيام كل طرف بإدخال أسلحة إلي المناطق المحيطة بما بات يعرف باسم "ساحة التغيير" أمام جامعة صنعاء والتي يعتصم بها المناهضون للنظام منذ 11 فبراير الماضي.