الجزائر - تواصلت المساعي السياسية اليوم في اليمن من اجل التطبيع الاوضاع وتثبيت الهدنة ووقف اطلاق النارفي العاصمة صنعاء بين القيادات الموالية للرئيس صالح وزعماء قبليين معارضون له فيما تستمر المواجهات في عدة مناطق بالجنوب بين قوات الجيش النظامي ومجموعات مسلحة. وفي اطار الجهود الرامية لاحتواء الازمة في اليمن التقى نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصورهادي اليوم سفراء عدد من الدول مجلس التعاون الخليجي الذي يرعى مبادرة لحل سلمي للنزاع في هذا البلد واطلعهم على إجراءات تثبيت وقف إطلاق النار في العاصمة وإخلاء المسلحين من المقار الحكومية وإنهاء المظاهر المسلحة من الشوارع والطرقات في صنعاء. وأكد المسؤول اليمني خلال لقائه بسفراء السعودية والامارات وسلطنة عمان على أهمية تعاون دول مجلس التعاون الخليجي لمساعدة اليمن على الخروج من هذه" الأزمة الخانقة". وكانت المملكة العربية السعودية قد جددت امس دعوتها لكل اطراف النزاع في اليمن إلى التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الازمة في هذا البلد. وتعول روسيا من جهتها على المبادرة الخليجية ك"مفتاح لحل الأزمة اليمنية والانتقال السلمي للسلطة". وهو ما اكده وكيل وزارة الخارجية الروسي لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سرجي فاسيلفيتش فورشينين خلال لقائه بسفير اليمن لدى موسكو اليوم حيث دعا الاطراف اليمنية المتنازعة للجلوس على طاولة الحوار وتغليب مصلحة وأمن واستقرار اليمن والتجاوب مع جوهر ومضمون المبادرة الخليجية. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد طرحت مبادرة تضمنت تنحي الرئيس صالح وتولي نائبه ادارة البلاد لفترة انتقالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية من المعارضة اليمنية الا أن صالح رفض التوقيع عليها. وترى قطر التي كانت قد انسحبت من هذه الوساطة في ماي الماضي ان المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية اصبحت لا تمثل سوى "وجهة نظر" لدول في المجلس وطلبت من الأمين العام لهذه الهيئة مراعاة التحرك والتعامل مع هذه المبادرة على هذا الأساس. كما ان قياديين في المعارضة اليمنية وفي تنسيقيات شباب الثورة وكذا شخصيات وطنية يمنية ترى ان اليمن في الوضع الحالي ليس في حاجة إلى مبادرات جديدة سواء كانت خليجية او غيرها بل بحاجة أن يبقى الرئيس علي صالح خارج اليمن وأن تتخذ خطوات جديدة لانتقال السلطة إلى الشعب. وهذا ما عبرعنه الرئيس اليمني الأسبق (للشطر الجنوبي لليمن قبل الوحدة) علي ناصر محمد الذي قال في تصريح تناقلته الصحافة اليوم ان خروج الرئيس علي صالح للعلاج بالسعودية هو "مخرج للازمة اليمنية الراهنة " ودعا نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصورهادي لتولي قيادة المرحلة الانتقالية. وفي نفس السياق اقترح قياديون لشباب الثورة في اليمن تشكيل "مجلس انتقالي" تكون مهمته تشكيل حكومة وحدة وطنية والإشراف على تعديل الدستوروالاشراف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية وغيرها. وقال فواز الحمادي القيادي في "حركة شباب تعز" في تصريح لاذاعة "سوى" الامريكية اليوم أن عودة الرئيس صالح للبلاد "باتت مستحيلة بسبب اصابته" مطالب بتشكيل "مجلس انتقإلى وطني" يقود البلاد إلى مرحلة انتقالية حتى يسلم السلطة إلى الشعب, ومن ثم بناء الدولة اليمنية المدنية. وكانت الولاياتالمتحدةالامريكية التي ينظرإلى انها ستلعب إلى جانب المملكة العربية السعودية "دورا محوريا في الازمة اليمينة" —حسب تعبير رئيس اليمن السابق علي ناصر محمد — قد دعت الحكومة المدنية الحالية في اليمن إلى "انتهاز" فرصة غياب الرئيس اليمني علي صالح من اجل "بدء عملية الانتقال الديمقراطي في البلد". ويؤجج المسار المتباطؤ لحل سياسي للازمة اليمنية تدهورالوضع الامني حيث لا تزال المناطق الجنوبية من البلاد تشهد مواجهات بين عناصر مسلحة والقوات النظامية. وقد أعلن اليوم ان عددا من الجنود اليمنيين قتلوا فى هجوم شنته عناصر"قبلية مسلحة" على موقع للجيش اليمنى غرب مدينة الحبيلين" أكبر مدن ردفان بمحافظة "الضالع" جنوب اليمن. وذكرت مصادر اعلامية ان اشتباكات عنيفة تدور بين الجانبين بأسلحة متوسطة وخفيفة مشيرة إلى أن مسلحى القبائل يحاولون الاستيلاء على الموقع العسكرى. وكانت القوات اليمنية قد استعادت اليوم الخط البحري "دوفس"الذي يربط محافظات "شبوة" و"حضرموت" و"أبين" و"عدن" وعددا من المدن الرئيسية في جنوب اليمن بعد أن سيطر عليه مسلحو ينتنمون لتنظيم القاعدة في وقت سابق حسب ما نقله مصدر عسكري يمني. وقال المصدر أن منطقة "عمودية" (جنوب اليمن ) تعرضت لقصف بالطيران فجر اليوم مشيرا إلى أن عشرات المسلحين من عناصر القاعدة انسحبوا من منطقة "دوفس" ومن مدينة"زنجبار" صباح اليوم نحو منطقة "المخزن" ومدينة "جعار" المعقل الرئيسي للقاعدة. وكان رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الاميرال مايكل مولن قد حذر في مؤتمر صحافي في القاهرة اليوم ان الفوضى في اليمن "تزيد من خطورة تنظيم القاعدة". وعلى صعيد الوضع الانساني أعلن الممثل المختص بشؤون اليمن في صندوق الأممالمتحدة للطفولة " اليونيسيف " جيرت كابيلايري أن اليمن يواجه كارثة إنسانية مع اجتياح العنف دولة هي بالفعل واحدة من أفقر دول العالم. وقال كابيلايري في تصريح نقلته الصحف في اليمن إن الناس في العاصمة اليمنية صنعاء تنتابهم حالة من الذعر بسبب نقص المياه والوقود مؤكدا ان اليمن في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية اذان 40 بالمائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر.