الرباط - سجلت مدينة مراكش التي تعد الوجهة السياحية الأولى بالمغرب تراجعا بنسبة 20 بالمائة على مستوى المؤسسات الفندقية المصنفة بالرغم من انخفاض الاسعار المقترحة على الزبائن حسبما علم من مصادر قريبة من المتعاملين. و يرجع هذا الانخفاض في اقبال السياح الذي يؤكده تراجع عدد رحلات الوصول بمطار المدينة بنسبة 14 بالمائة إلى الأثر التي تركه الاعتداء الأخير الذي استهدف احد المطاعم بساحة "جامع الفنا" و الذي تسبب في مقتل 17 شخصا و العديد من الجرحى بالإضافة إلى المظاهرات الداعية إلى التغيير الديمقراطي التي يعرفها المغرب. و كان لهذه العناصر أثرا محسوسا على رقم اعمال بعض المؤسسات حيث أدت ببعضها إلى تقليص عدد العمال الموسميين كما أدت إلى تراجع سياحة الأعمال (الملتقيات و المؤتمرات). و قال معاطر فاسي الفهري الصحفي المختص في هذا النوع من السياحة ان "شركاءنا بالوكالات السياحية الفرنسية يوصون بالوجهة لكن القرار الاخير يرجع لرؤساء المؤسسات التي تبحث اليوم عن رحلات اكثر استقرارا". من جهته اعتبر صاحب وكالة سياحية فوزي زمراني ان "الوضع يزيد سوءا بالنسبة للعديد من الفنادق و المطاعم و شركات النقل أو أعوان الاسفار" في حين اعتبرت وكالات سياحية أخرى أنه لا وجود للحجز بالنسبة لسنة 2012. و كانت اسبوعية "لافي ايكو" (الحياة الاقتصادية) في احدى مقالاتها الصادرة شهر افريل الفارط قد دقت ناقوس الخطر قبل اعتداء مراكش بشأن تراجع الاقبال السياحي بالمغرب و اعتبرت ان "التدبدب الذي يعرف قطاع السياحة سيكون طويلا و قاسيا". من جهتها اعتبرت المديرة العامة لمحطة "مازاغان" ماري بياتريس لالمان في حديثها للجريدة "لم تعد لدينا طلبات لسنة 2011 و لسنة 2012 لأن المغرب يعان ي من مشكل الصورة على الصعيد الدولي". و أمام هذا الوضع تقوم السلطات من أجل إعادة بعث السياحة خاصة بمراكش بنشاطات ترقوية مثل تنظيم حفل تضامني يوم 29 ماي الماضي بمشاركة العديد من الفنانين العالميين و تنظيم مباراة تصفيات كأس افريقيا بين الجزائر و المغرب و تنظيم المهرجان الدولي للضحك خلال شهر جوان الجاري.