الجزائر - كشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما النقاب عن خطته لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان التي حددت خطوات الإنسحاب التدريجي ل33 ألف جندي قبل صيف العام المقبل 2012 في خطوة أولى بإتجاه انهاء أطول حرب للولايات المتحدة الأمر الذي أثار ترحيبا دوليا واسعا فيما اعتبرته حركة طالبان المتمردة "مجرد خطوة رمزية غير كافية". ففي خطاب له الليلة الماضية أعلن الرئيس أوباما عن عزمه سحب 10 آلاف جندي أمريكي بحلول نهاية العام من مجموع التعزيزات الأمريكية التي تم ارسالها الى افغانستان عام 2009 وعددها 33 ألفا فيما يتم سحب ال23 ألف المتبقين بحلول صيف 2012 على أن تتحول مهمة القوات الأمريكية إلى الدعم بدلا من القتال وبحلول عام 2014 ستتحقق إجراءات الإنتقال وسيصبح الشعب الأفغاني مسؤولا عن أمنه. وأوضح الرئيس أوباما أن قرار سحب القوات الأمريكية استند إلى أن الولاياتالمتحدة "لم تر مخاطر وتهديدات إرهابية تستهدف أراضيها من أفغانستان خلال السنوات الست الماضية وأن القوات الأمريكية قامت بالقضاء على نصف أعضاء تنظيم القاعدة كما قتلت أسامة بن لادن القائد الوحيد الذي عرفته القاعدة". من جانبه أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس مساندته لخطة الرئيس أوباما لسحب حوالي ثلث القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول نهاية صيف العام المقبل مضيفا أن القرار يتيح للقادة العسكريين الموارد والوقت الكافيين والمرونة للوصول بعملية تعزيز القوات إلى نهاية ناجحة. و للإشارة فإن عدد القوات الأمريكية المنتشرة في أفغانستان يقدر حاليا بنحو 100 ألف جندي وهو ما يتخطى ضعف عدد الجنود الأمريكيين الذين كانوا هناك في 2009 سنة وصول باراك أوباما للبيت الأبيض. وقد أثار قرار بدء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ترحيبا داخليا وخارجيا واسعا حيث رحب الرئيس الأفغاني حامد قرضاي بإعلان الرئيس اوباما عن بدء انسحاب القوات الامريكية من بلده مؤكدا أنها "خطوة جيدة لهم ولأفغانستان ونحن ندعمها". و اعتبر من جانبه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن قرار الإنسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من أفغانستان هو "نتيجة التقدم" الذي تحقق على الأرض ضد التمرد الذى تقوده حركة طالبان مضيفا أن أن حركة "طالبان هي تحت الضغط وقوات الأمن الأفغانية تزيد من قوتها يوميا وسيكون بامكانها تسلم الأمن من القوات الدولية في 2014". واعتبر وزير الخارجية الالماني غويدو فيسترفيلا -الذي تنشر بلاده حوالي 4900 جندي في شمال أفغانستان- "أن خطاب الرئيس أوباما يعد التزاما واضحا من قبل الولاياتالمتحدة لاستراتيجية متفق عليها دوليا لتسليم المسؤولية الأمنية تدريجيا للقوات الأفغانية". وشدد الوزير الألماني على أن بلاده "تهدف الى أن تكون قادرة على خفض عدد وحدات قواتها المنتشرة في أفغانستان لأول مرة بنهاية العام الجاري". وبعد ساعات من اعلان الرئيس الأمريكي عن خطته لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان أعلن مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن انسحاب تدريجي للقوات الفرنسية من أفغانستان. وقال مكتب الرئيس الفرنسي في بيان إن انسحاب أربعة آلاف جندي فرنسي تقريبا سيتم وفقا لجدول زمني مشابه للانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية الذى سيبدأ هذا الصيف مضيفا أن ساركوزي صرح بأن فرنسا تتفق مع التحليل والاهداف الأمريكية في أفغانستان وترحب بقرار أوباما. من جهتها رحبت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا غيلارد بقرار الولاياتالمتحدة الخاص بسحب قواتها من افغانستان لكنها أصرت على أن القرار لن يؤثر على بعثة استراليا في البلاد مشيرة الى ان قواتها -التي تبلغ نحو 1500 جندى استرالي- ستبقى في البلد حتى 2014. من جهتها اعتبرت حركة طالبان المتمردة أن اعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن بدء سحب القوات من أفغانستان "مجرد خطوة رمزية غير كافية". وقالت الحركة في بيان لها أن "هذا الإعلان الذي ينص على سحب 10 آلاف جندي هذا العام مجرد خطوة رمزية لن ترضي المجتمع الدولي ولا الشعب الامريكي اللذين انهكتهما الحرب" مضيفة أن الولاياتالمتحدة " تعطي أمتها باستمرار آمالا زائفة بإنهاء هذه الحرب وتطلق ادعاءات بالنصر لا أساس لها". وشددت الحركة على أن " إمارة أفغانستان الإسلامية تريد مجددا التأكيد على أن حل الأزمة الأفغانية يكمن في الإنسحاب الكامل والفوري لجميع القوات الأجنبية من أفغانستان واذا لم يحدث هذا فسوف يزداد عملنا المسلح يوما بعد يوم". وكانت حركة طالبان التي حكمت أفغانستان منذ عام 1996 حتى الاطاحة بها من قبل قوات تقودها الولاياتالمتحدة في عام 2001 قد رفضت بشكل علني إجراء أي محادثات في السابق قائلة إنها لن تتفاوض حتى انسحاب القوات الاجنبية.