أنقرة - ذكرت مصادر الخارجية التركية أن اجتماعا دبلوماسيا وأمنيا عقد بأنقرة مساء امس تحت رئاسة وزير الخارجية التركية أحمد داود اوغلو خصص لبحث الوضع على الحدود مع سوريا في ظل انتشار القوات السورية على مناطق قريبة من الحدود التركية. ونقلت تقارير صحفية اليوم الجمعة عن هذه المصادر قولها أن هذا الاجتماع الذي شارك فيه النائب الثاني لرئيس هيئة أركان الجيش الجنرال أصلان جونار ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان وكبار المسئولين في المؤسسات والأجهزة المعنية "ناقش الأبعاد العسكرية والأمنية للحشود العسكرية السورية في المناطق القريبة من الحدود التركية ودراسة وتقييم العديد من الاحتملات للتعامل مع التطورات". وكانت الخارجية التركية استدعت أمس السفير السوري في أنقرة نضال قبلان على اثر تصريح لوزير الخارجية السوري وليد المعلم دعا فيه تركيا إلى "إعادة النظر" في موقفها من سوريا والذي لقي عدم ارتياح لدى مسؤولين بالخارجية التركية. وجاء استدعاء السفير السوري عقب اتصالا هاتفيا بين وزير الخارجية التركي أحمد داوداوغلو ونظيره السوري وليد المعلم بشأن التطورات على الحدود وكذا عمليات النزوح الجماعي للسوريين إلى داخل الأراضي التركية. وكانت السلطات العسكرية التركية قد اصدرت أوامر إلى جنودها على الحدود مع سوريا بوضع الخوذات على رؤوسهم للمرة الأولى , كما قام قائد الجيش الثاني التركي الجنرال ثروت يوروك بعملية تفتيش وتفقد على للوحدات العسكرية التركية هناك. وتزامن ذلك مع دخول دبابات وقوات سورية أمس إلى مشارف الحدود ما دفع مئات اللاجئين السوريين إلى العبور إلى تركيا. وأفاد شهود عيان بأن جنودا تساندهم مركبات مدرعة اقاموا حواجز على الطريق الرئيسي من حلب إلى تركيا وهو ممر رئيسي للشاحنات بين اوروبا والشرق الاوسط واعتقلوا العشرات. و يزيد اقتراب قوات سورية على مسافة 500 متر من الحدود التركية التوترات مع أنقرة فيما وصفت واشنطن دخول دبابات الجيش السوري إلى قرية خربة الجوز على بعد مئات الامتار فقط من مخيمات النازحين السوريين بأن الأزمة هناك هي "على حدود حلف الأطلسي". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أعربت أمس عن "قلق واشنطن" من التحركات العسكرية السورية بالقرب من الحدود التركية مشيرة إلى أن ذلك "ستكون له تبعات غير مرغوب فيها فى المنطقة".