أجمع المتتبعون من ممثلين مسرحيين و روائيين مشاركين في الطبعة ال 42 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة المقام من 21 إلى 28 جوان بمستغانم أن هناك تحسن ملحوظ من حيث نوعية النصوص المسرحية و الأداء المسرحي مقارنة بالدورات السابقة. وأكد المخرج و الممثل المسرحي باديس فضلاء أن مدينة مستغانم "ما تزال متعلقة بالمسرح من خلال تشجيعها لهواة الركح و وفاءها لهذا الفن" مشيرا الى أن مسرح الهواة لم يتوقف عن التطور و أن العروض تحسنت من حيث اختيار النصوص و الأداء المسرحي عما كانت عليه في الطبعات الماضية. وأضاف فضلاء أن غالبية المسرحيات المعروضة "تمتاز بالإقناع والإمتاع و هما شرطان أساسيان في انجاز العمل المسرحي و أن الشباب و الممثلين الهاوين برهنوا انه ليس هناك فرق بين ما هو هاوي و محترف اللهم الا من حيث الراتب الشهري" كما قال. ومن جهته تأسف المخرج و الكاتب المسرحي محمد أدار لعدم حضور الجمهور المستغانمي بقوة للعروض المسرحية المقدمة الى حد الآن داعيا اياه إلى المساهمة في نجاح هذه التظاهرة التي تعد مكسبا ثقافيا هاما لمدينة مستغانم التي أنجبت كتابا و روائيين و ممثلين مسرحيين على غرار ولد عبد الرحمان كاكي و غيرهم. كما حث محمد أدار على ضرورة استحداث لجنة أعمال المهرجان تعني بتوثيق الدورات السابقة منذ سنة 1967 إلى الطبعة ال 42 "حتى يتسنى لكل متتبع التعرف أكثر على هذه التظاهرة التي تعد من أقدم المهرجانات العربية و الإفريقية". وأكد على ضرورة الإشهار لمثل هذه التظاهرات المسرحية ستة أشهرعلى الأقل قبل انطلاقها حتى يتسنى التحضير الجيد لها و كسب جمهور لمتابعتها. من جهتها استحسنت الممثلة المسرحية عشعاشي دوجة "الاختيار الجيد" للنصوص المسرحية المشاركة في المسابقة التي تراها هادفة تتناول قضايا اجتماعية تهم الشباب كالحرقة و الآفات الاجتماعية التي غزت المجتمع الجزائري و استبشرت بمستقبل واعد لترقية العمل المسرحي بالجزائر. كما دعت هذه الفنانة إلى الاعتناء أكثر بهذه الشريحة الشابة باعتبارها خزان التمثيل الجزائري لما يمتلكونه من طاقات كامنة تحتاج للتوجيه قبل الانفجار. وعلى صعيد آخر أستغربت بعض الشخصيات الحاضرة في هذه الدورة غياب فرق مستغانمية مما يقلل من حضور الجمهور إلى قاعات العرض. ويرى بعض المشاركين أن المهرجان و بعد 42 سنة من الوجود لا يزال يراوح مكانه من خلال اختفاء بعض الفرق العريقة التي كانت تضفي نكهة خاصة على العروض على غرار فرق برج منايل و وهران و مليانة و قسنطينة بسبب نقص الموارد المالية من جهة و ارتقائها إلى الاحترافية كفرقتي الموجة والإشارة المستغانمية من جهة أخرى. سعاد طاهر محفوظي