البليدة- اكد عدد من المنتخبين من ولايتي البليدة و المدية يوم الاربعاء في عاصمة المتيجة ان التحكم في التنمية المحلية و تحسين الظروف المعيشية للسكان يستدعيان تنسيق الاعمال التي تقوم بها الهيئة التنفيذية مع تلك التي يضطلع بها المنتخبون المحليون. و ابرز منتخبو هاتين الولايتين في لقاء تشاوري حول التنمية المحلية اشرف عليه المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي الحاجة الماسة للقضاء على "انعدام التنسيق" بين الهيئة التنفيذية و الهيئات المنتخبة. و لاحظ رئيس المجلس الشعبي البلدي لمدينة المدية "اضمحلال نجاعة برامج التنمية التي تخصص لها الدولة ميزانيات هامة بسبب النقص في التنسيق بين الاعمال التي تقوم بها الهيئات المنتخبة و الاعمال المنوطة بالهيئة التنفيذية للولاية". و اقترح احد المنتخبين لدائرة بني سليمان (ولاية المدية) تعزيز التشاور بين مسؤولي الهيئة التنفيذية و المنتخبين المحليين و المجتمع المدني قصد التعرف احسن على انشغالات المواطنين والتكفل بها. و فيما يخص بالتكفل بالسكان في ميدان الشغل و السكن اوصى المشاركون بتوسيع صلاحيات المنتخبين المحليين للسماح لهم بالمساهمة في توزيع عادل للسكن خاصة الاجتماعي وترسيم الشباب الذين يشغلون مناصب عمل مؤقتة (عقود العمل لفترة محددة). اما رئيس بلدية اولاد يعيش (ولاية البليدة) فقد اوصي من جهته بتشجيع و توجيه الاستثمارات العمومية و الخاصة لتنمية الفلاحة و السياحة بصفتهما قطاعين يحظيان بقيمة مضافة. و يري المتدخل ان تنمية القطاع الفلاحي قد يسمح بتقليص البطالة "بشكل كبير" وتعزيز الامن الغذائي للبلاد. أما بخصوص تحسين الظروف المعيشية للشباب فقد اوصى المنتخبون المحليون لولايتي البليدة و المدية بمراجعة اجراءات توفير مناصب الشغل التي -كما قالوا- "تكرس عدم الاستقرار و تدعم البطالة المقنعة". فقد اشار احد المنتخبين الى "فشل" مشروع "ال100 محل لكل بلدية" التي انجزت في كل بلدية من البلاد لفائدة الشباب مضيفا ان "عديد هذه المحلات قد تم انجازها في مواقع غير ملائمة او هي ببساطة في حالة اهمال". و كان رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد الصغير باباس قد ذكر خلال افتتاح اشغال هذا اللقاء ان الهدف من المشاورات الوطنية التي شرع فيها في شهر سبتمبر المنصرم يكمن في الاستماع الى انشغالات و تطلعات المواطنين و الجماعات المحلية من اجل تصويب السياسات العمومية في مجال التنمية المحلية. سيجري لقاء تشاوري ثالث يوم غد الخميس بالبليدة و يجمع وفدا من المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي و ممثلين عن المجتمع المدني لولايتي البليدة و المدية. و سيتم عرض و مناقشة ارضية توصيات اللقاءات حول التنمية المحلية خلال الجلسات الوطنية المرتقبة في نهاية السنة.