الجزائر - أعربت منظمات دولية و عواصم غربية عن قلقها العميق إزاء تصاعد أعمال العنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية و التشريعية سيما مع دعوة أحد مرشحي المعارضة أنصاره إلى اقتحام السجون من أجل الإفراج عن مؤيديه. فقد لازمت الحملة الانتخابية التي انطلقت قبل أسبوعين و لازالت مستمرة أعمال عنف و مواجهات بين أنصار كل من الحزب الحاكم ممثلا في (حزب الشعب لاعادة الاعمار والديموقراطية) وحزب (الاتحاد الوطني الفيدرالي) المتحالف معه من جهة ومؤيدي الحزب المعارض (الاتحاد من أجل الديموقراطية والتقدم الاجتماعي). وخلفت هذه المواجهات التي وقعت السبت الماضي في مدينة لوبومباشى بجنوب شرق البلاد إصابة 15 شخصا. كما سجل يوم أمس الثلاثاء اعتداء على أحد عناصر الشرطة و حرق إحدى السيارات التابعة لجهاز الأمن من قبل أنصار أحد أحزاب المعارضة ما دفع بالشرطة إلى اعتقال عددا من الأشخاص. وأمام حالة اللامن التي تشهدها جمهورية الكونغو الديمقراطية عشية الانتخابات المقررة تنظيمها يوم 28 نوفمبر الجاري أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن " قلقهم العميق" حيال المعلومات التي تتحدث عن أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات وحثوا جميع الأطراف على "القيام بحملة انتخابية سلمية وذات مصداقية". كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء أعمال العنف التي تصاحب الحملة الانتخابية في الكونغو الديمقراطية" مبديا في بيان أصدره " قلقه العميق إزاء آخر التطورات المتعلقة بالحملة الانتخابية و أعمال العنف التي صاحبتها سيما منها التصريحات التي صدرت في الأيام القليلة الماضية من قبل أحد مرشحي المعارضة والتي تحث على عدم احترام القانون". وكان المعارض و المرشح للانتخابات ايتيان تشيسيديكى قد وجه دعوة لأنصاره -عبر تلفزيون المعارضة- باقتحام السجون من أجل الإفراج عن مؤيديه في حال امتنعت الحكومة عن إطلاق سراح هؤلاء الذين اعتقلوا خلال مظاهرات مناهضة لها في ظرف 48 ساعة. وذهب تشيسيديكي أبعد من ذلك حين أعلن نفسه "رئيسا للجمهورية" في "خرق واضح للدستور و لقانون الانتخابات" وفق ما ذكرته لجنة الانتخابات. و أوضح بيان الاتحاد الأوروبي أن مثل هذه الدعوة من شأنها أن "تقود إلى مناخ من العنف و التوتر السياسي و الاجتماعي و العرقي" داعيا الفاعلين السياسيين في الكونغو الديمقراطية إلى الالتزام وبدون تحفظ ب"مسار انتخابي هادئ و محترم من قبل الجميع يسمح بتحقيق انتخابات حرة و شفافة و ذات مصداقية".