الجزائر - عبرت الامينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، اليوم السبت بالجزائر العاصمة، عن تخوفاتها من اسقاطات الوضع الامني في ليبيا جراء التدخل الاجنبي. و قالت السيدة حنون في تدخلها امام مؤتمر الطوارئ العالمي ان "الاسقاطات الامنية المترتبة عن التدخل العسكري الاجنبي في ليبيا اضافة الى الابتزاز الخارجي الذي تمارسه حكومات القوى العظمى على الجزائر" تؤكد حسبها ان الجزائر التي تتقاسم 950 كلم من الحدود مع ليبيا "مستهدفة مباشرة". ان حكومات القوى العظمة حسب السيدة حنون "تعيب على الجزائر انتهاج سياسة اجتماعية و اقتصادية معاكسة لسياسات التقشف القاتلة المطبقة حاليا في اوروبا والولاياتالمتحدة لخدمة مصالح البنوك و المؤسسات الخاصة". و اضافت ان هذه الحكومات "تعيب ايضا على الجزائر ادخال تصحيحات معتبرة في التوجه الاقتصادي منها على وجه الخصوص اعادة تأميم المحروقات سنة 2006 و استرجاع سيادة القرار الاقتصادي عبر قانوني المالية لسنتي 2009 و 2010 و رصد استثمارات عمومية للانعاش الاقتصادي". وسجلت ايضا ان الجزائر قامت ب "رفع الاجور و النفقات الاجتماعية رغم الضغوط التي يمارسها عليها صندوق النقد الدولي و البنك العالمي و الاتحاد الاوروبي و حكومات القوى العظمى الاخرى". و حسب السيدة حنون يعاب ايضا على بلادنا "اعتماد قاعدة 51/ 49 في عقود الشراكة مع الاجانب و حق الشفعة لصالح الدولة و الافضلية الوطنية و الزام الشركات الاجنبية باعادة استثمار حصة من ارباحها في الجزائر". وأضافت ان صفقات مخطط الانعاش الاقتصادي الذي رصد له مبلغ 286 مليار دولار "تسيل لعاب و اطماع الشركات المتعددة الجنسيات الامريكية و الاوروبية التي تلهث كما قالت، وراء تحقيق الارباح عن طريق النهب الخارجي ما جعلها تمارس ضغوطا كبيرة على الجزائر بصورة دائمة". وفي رأي السيدة حنون فان الجزائر "مستهدفة مباشرة لانها رفضت رفضا قاطعا اقامة قيادة الافريكوم على الارض الجزائرية او في المنطقة و كذا رفضها الصريح للتدخل الاجنبي بمختلف اشكاله في شؤونها". الافريكوم قيادة عسكرية امريكية خاصة بالقارة الافريقية نشأت في 2006 وبدأت العمل سنة 2008 الغرض منها تنسيق كل النشاطات العسكرية و الامنية للولايات المتحدةالامريكية بالقارة الافريقية علما بان مقرها الحالي بشتوتغارد بالمانيا و ترغب الولاياتالمتحدة تحويل هذا المقر الى دولة افريقية. وفي نفس السياق، اعتبرت الامينة العامة لحزب العمال ان الجزائر "يعاب عليها بصورة خاصة عدم غرقها في الفوضى و الانحلال و لانها تمكنت من استعادة السلم و الطمأنينة بعد سنوات الارهاب دون تدخل اجنبي". و سجلت بهذه المناسبة ان الجزائر تعرف منذ مطلع هذه السنة "ديناميكية اجتماعية مطلبية منقطعة النظير تعتمد على الوسائل السلمية الديمقراطية" مضيفة ان بعض القضايا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية هي في طور المعالجة منها الاصلاح السياسي". وحسب السيدة حنون فان الاصلاح السيسي "كفيل بتمكين الشعب من اختيار المؤسسات التي تمكنه من ممارسة سيادته و من ثمة ارساء الديمقراطية الحقة لاستكمال مسار استرجاع السلم". وأكدت ان تحقيق هذا الهدف "لا يمكن ان يتم الا من خلال ارادة الشعب الجزائري قصرا" لان الشعب الجزائري كما قالت "لا يمكنه قبول اي مساس بعزة نفسه الوطنية". وتستمر اشغال المؤتمر تحت عنوان "ضد الحروب الاحتلالية و التدخل في شؤون البلدان دفاعا عن سلامة و سيادة الامم" ثلاثة ايام بحضور 235 مشاركا من بينهم 105 أجنبي قدموا من 42 بلدا.