الجزائر - تم يوم الثلاثاء تشييع جثمان المرحوم الفريق المتقاعد محمد العماري الذي وافته المنية أمس الاثنين عن عمر ناهز 73 سنة إلى مثواه الأخير بمقبرة بن عكنون بالجزائر العاصمة في جو من الترحم والخشوع. وتم تشييع جثمان الفقيد بحضور جمع غفير من بينهم أعضاء عائلة المرحوم و أقاربه و كذا مسؤولون سامون في الدولة و ضباط سامون وإطارات بوزارة الدفاع الوطني إلى جانب أعضاء في الحكومة و شخصيات سياسية و عسكرية. وفي كلمة تأبينية ابرز مدير الإيصال والإعلام والتوجيه بوزراة الدفاع الوطني العميد ماضى بوعلام خصال الفقيد وسيرته "الثرية" بالأوسمة وشهادات التقدير عرفانا له بالمجهودات ومشواره المهني الذي قضاه كما قال في خدمة الوطن والواجب المقدس. و قال العميد ماضى :"ان الموقف الحازم والنظرة العميقة والحكمة السديدة" التي تحلى بها المرحوم أثناء المرحلة التي مر بها الوطن في العقد الأخير من الألفية المنصرمة جراء "همجية التطرف ووحشية الإرهاب" التي كادت أن تعصف بالبلاد وتفكك وحدة المجتمع والدولة" ستبقى راسخة في الأذهان تخلد صنيع هذه الدروس عندما تشتد المحن. و أكد العميد ماضي ان الفقيد "ساهم بقوة في الحفاظ على كيان الجمهورية واستمرار الدولة الجزائرية" منوها "بطيبة" العلاقات الإنسانية والمواقف الثابتة وحب الوطن ونكران الذات التي كان يتحلى بها الفقيد. وذكر في هذا الصدد ان الفريق العماري كان دائما في الصفوف الأمامية " يذود عن الوطن ويصون الأمانة". واستعرض العميد في كلمته التابينية المسيرة الحافلة للفقيد الذي تدرج في سلم الرتب والمسؤوليات الى أن أصبح فريقا و رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي مساهما بخبرته في "تكوين الأجيال وترسيخ فكرة التواصل وبناء جيش حديث يضطلع بمسؤولياته الدستورية متشبعا بقيم ثورة نوفمبر العظيمة ومثلها العليا ". وذكر العميد ماضي بمختلف المحطات والوقفات في المشوار المهني للفقيد منذ التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني في شهر ماي عام 1960 ومختلف المناصب والمسؤوليات العليا التي تقلدها بعد الاستقلال في مؤسسة الجيش الوطني الشعبي. و للتذكير كان المرحوم محمد العماري أنتقل إلى جوار ربه أمس الاثنين إثر سكتة قلبية بمنزله العائلي الكائن بطولقة بولاية بسكرة. ************* شخصيات وطنية تشيد بالمشوار الثري للفقيد محمد العماري وتفانيه في خدمة الوطن الجزائر - أشادت العديد من الشخصيات الوطنية والسياسية بالمواقف الحازمة والمسار المهني المتميز للمرحوم الفريق المتقاعد محمد العماري الذي ووري الى مثواه الأخير يوم الثلاثاء بمقبرة بن عكنون بالجزائر العاصمة في جو مهيب. و أجمعت هذه الشخصيات في تصريحات ل (وأج) على المناقب المتميزة للراحل معبرة عن تاثرها لرحيل هذه القامة الكبيرة والوطنية الشجاعة التي افنت عمرها في خدمة الوطن وبناء مؤسسة عسكرية حديثة. و بهذه المناسبة الاليمة أكد وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلى للدولة سابقا السيد خالد نزار بتفاني المرحوم في عمله من خلال المناصب التي تقلدها بالمؤسسة العسكرية ودوره الكبير في محاربة الإرهاب وبسط السلم والطمانينة والأمن في ربوع الجزائر. أما رئيس جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية دحو ولد قابلية فقد أوضح من جهته بانه بفقدان المرحوم محمد العماري" تكون الجزائر قد فقدت مواطنا صالحا و وطنيا أصيلا" مضيفا بان الفقيد "متمرس ويتمتع بكفاءة عالية ومثقف يمتاز بالحس التنظيمي على مستوى الجيش الشعبي الوطني". وقال أن الفقيد حقق الكثير من الانجازات من بينها "محاربته للإرهاب (...) وسجل بصماته لدى جيل من ضباط الجيش الوطني الشعبي "مضيفا بان الفقيد تحمل مسؤولياته ك" جزائري حر". من جهته ذكر رئيس الحكومة السابق مقداد سيفي بان المرحوم كان دائما في الصفوف الامامية في وقت المحن التي مر بها الوطن وساهم في "الحفاظ على الدولة من الانهيار" مضيفا بأنه تشرف بالعمل مع الفقيد في اللجنة لبسط الأمن في أوساط الشعب والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. و أضاف ان هذه اللجنة كانت تتخذ الاجراءات اللازمة خلال اجتماعاتها الأسبوعية وكانت اللجنة ارضية لانشاء الحرس البلدي مشيرا الى ان الجزائر "بقت واقفة" بفضل أمثال الفقيد العماري. أما اللواء المتقاعد في الجيش الوطني الشعبي عبد الحميد جوادي أحد الأصدقاء المقربين للمرحوم فقال بأنه عرف الفريق العماري بعد الاستقلال وجمعتهما منذ الوهلة الاولى "صلة صداقة كانت تتطور نحو الأحسن والأقوى". وقال جوادي ان الفقيد الذي تلقى معه تكوينا عسكريا في موسكو كان يتميز "بالذكاء وبالقدرة الفائقة على العمل والحكمة والبصير" مضيفا بأنه كان يتميز "بوطنية عميقة وكان ضد أي تطرف وضد أي مساس بحرية الجزائر والجزائريين". و للتذكير انتقل المرحوم محمد العماري إلى جوار ربه عن عمر ناهز 73 سنة أمس الاثنين اثر سكة قلبية بمدينة طولقة ببسكرة.