الجزائر - يستعد الناخبون اليمنيون بعد غد الثلاثاء للتصويت على رئيس جديد بعد 33 عاما من حكم الرئيس عبد الله صالح الذي اضطر لنقل السلطة تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية إلى نائبه عبد ربه منصور هادي المرشح الوحيد "التوافقي" في هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة. و سيتوجه حوالي 12 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في هذا الاستحقاق الذي يعلق عليه اليمنيون آمالا كبيرة في إنهاء الأزمة سياسية المستعصية وفتح "فصل جديد "في تاريخ اليمن. و حسب اللجنة العليا للانتخابات و الاستفتاء فان أكثر من 10 ملايين من الناخبين من بينهم 4 ملايين من فئة النساء هم مسجلون على القوائم الانتخابية. ودعت اللجنة إلى مشاركة جميع من بلغوا سن الاقتراع من غير المسجلين في جداول قيد الناخبين من خلال وثائق إثبات الهوية الشخصية. ويقدر اجمالي العاملين في كافة اللجان الانتخابية ب 89 ألف و 892 عضوا ويتولى أكثر من مائة وثلاثة ألاف إطارا أمنيا ينتشرون في كافة المراكز الانتخابية لتوفير الآمن خلال عملية الاقتراع. وأشارت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء عن استكمال كافة الترتيبات الأمنية والفنية والقانونية لاستقبال الناخبين ومباشرة عملية الاقتراع. و يرى رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة أن الانتخابات الرئاسية ستفتح الباب ل"فصل جديد" في تاريخ اليمن. و أكد باسندوة - الذي اختير لرئاسة حكومة المصالحة الوطنية- ان" نجاح الانتخابات سيمهد الطريق لإجراء إصلاحات شاملة". و من جهته أعلن وزير الصحة العامة والسكان اليمني أحمد قاسم العنسي أن الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستشهدها اليمن بعد غد تعد "الوسيلة المثلى"التي تحقق أهداف وغايات كافة القوى السياسية وكل شرائح ومكونات المجتمع اليمني. و بدوره أعرب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر الذي وصل أمس إلى صنعاء بمعاينة الانتخابات عن ارتياحه لجهود اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء وللتحضيرات النهائية لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة. ووصف بن عمر خلال لقائه أمس بصنعاء رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي محمد الحكيمي الانتخابات المقبلة ب "المهمة" في تاريخ اليمن إضافة إلى كونها"بداية للمرحلة الانتقالية والتداول السلمي" للسلطة في البلاد. و دعا اليمنيين إلى المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات قائلا انها ستكون"مرحلة انتقالية تمتد لفترة سنتين يجري خلالها الحوار الوطني و إعادة صياغة الدستور و الإعداد لانتخابات نيابية". وأكد استعداد الأممالمتحدة لمواصلة جهودها بتقديم كافة أوجه الدعم لمساندة اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء في اليمن لأداء مهامها. و يواجه هذا الموعد الانتخابي الهام في نظر الكثير من اليمنيين تحديات كبيرة في ظل اعلان عدة اطراف مقاطعتها للاقتراع و استمرار موجة العنف في اجزاء عديدة من اليمن و تاخر المرشح "التوافقي"عبد ربه منصور في اطلاق حملته قبل اسبوعين فقط من الانتخابات. و يحظى المرشح الوحيد بدعم بدعم المعارضة و انصار الرئيس عبد الله صالح و لكن الناخبين لم يساهموا في اختياره فقد تم ترشيحه من قبل البرلمان انطلاقا من ان البلد "لا يتحمل ان يشهد انتخابات تنافسية "نظرا ل"هشاشة "الوضع الحالي. كما انه بموجب المبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها في نوفمبر الماضي في الرياض تحت ضغط دولي| فان منصور هادي "رجل التوافق و" المرشح الوحيد للاقتراع ينتخب رئيسا للبلاد لفترة تستغرق سنتين. و يرى المحللون ان اختيار هادي كمرشح "توافقي" تدعمه احزاب ائتلاف اللقاء المشترك المعارض و حزب المؤتمر الشعبي يعد" امرا اساسيا" للتوصل الى اتفاق سياسي بين مختلف القوى السياسية و القبلية. و على الرغم من"حساسية "الاوضاع في اليمن الا ان الدعوات و حملات التوعية الموجهة للناخبين على المستوى الوطني و الدولي متواصلة حيث يحظى هذا الاستحقاق الهام بدعم دولي كبير. و في هذا الاطار قدمت كل من اليابان و المانيا و بريطانيا و الدانمارك و غيرها 8 ملايين دولار امركي لليمن و ذلك خلال 45 يوما من التوقيع على خارطة الطريق التي اعدها مجلس التعاون الخليجي. كما عرض صندوق برنامج الاممالمتحدة الانمائي تقديم 15 مليون دولار امريكي لدعم الانتخابات على مرحلتين حيث تركز المرحلة الاولى على الانتخابات الرئاسية المبكرة بينما ستركز المرحلة الثانية على الاصلاحات الانتخابية و الاستفتاء المتوقع على الدستور الجديد او المنقح و الانتخابات التي ستلي الاستفتاء. و بالموازاة مع ذلك دعت القوى المعارضة للانتخابات في اول مؤتمر لها في صنعاء الى مقاطعة هذه الانتخابات. و في هذا السياق دعا الحوثيون في شمال اليمن الى رفض الانتخابات فيما حث فصيل من الحراك الجنوبي اهالي (الجنوب) الى "عصيان مدني" يوم الانتخابات و مواجهتها بكل "ما هو متاح و ممكن بطرق سلمية". و نفس الموقف انتهجه "شباب الثورة" الذين دعوا الى توحيد الجهود و الاصطفاف من اجل استكمال مسيرة الثورة.