الجزائر - جددت الجزائر استعدادها للوساطة في النزاع شمال مالي، حسبما أكده اليوم الاثنين وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي. وصرح السيد مدلسي قائلا "نضع تحت تصرف إخواننا الماليين قدرتنا في الوساطة ونأمل في أن تجلس مختلف الاطراف (في النزاع) على طاولة واحدة من أجل تسوية مشاكلهم في ظل احترام الوحدة الترابية للبلد". وجاء تصريح السيد مدلسي للصحافة عقب الجلسة التي خص بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي البوركينابي، جبريل باسولي، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر في إطار "المشاورات" مع المسؤولين الجزائريين و تبادل المعلومات بين البلدين حول الوضع بالمنطقة. وبالنظر للوضع السائد في هذا البلد عقد لقاء تشاوري بالجزائر (2-4 فيفري الفارط) بين وفد عن الحكومة المالية بقيادة الوزير المالي للشؤون الخارجية و التعاون الدولي السيد سومايلو بوبيي مايغا و وفد عن التحالف الديمقراطي ل23 ماي من أجل التغيير تحت إشراف آلية تسهيل اتفاق الجزائر ل4 جويلية 2006. وقد نزح السكان الماليون من منطقة شمال مالي هروبا من النزاع بين القوات الحكومية و المتمردين التوارق. من جهته اكد السيد باسول في تصريح للصحافة ان بلده "يدعم" المبادرة الجزائرية لتسوية النزاع بمالي و هي مبادرة تتمثل في حماية الوحدة الترابية لهذا البلد و سيادته. وقال الوزير البوركينابي في هذا الصدد "نساند المبادرة الجزائرية و ندعو مختلف الاطراف (في مالي) إلى تبني مبادرة الحوار هذه". وأضاف "كما ندعو الهيئات الافريقية إلى مساندة هذه المبادرة لأننا مقتنعون بأن مساندة بعضنا للبعض ستمكننا من منح الماليين إطارالحل لازمتهم". وأضاف السيد باسول، أنه يتعين على "طرفي النزاع وقف العدوان حتى نتمكن نحن الإفارقة من مواجهة وضع انساني يتدهور في المنطقة و كذا الحفاظ على المكاسب في مجال الديمقراطية و التناوب على السلطة" (بمالي). و قال السيد باسول، أن "الأهم هو ان تتجه الطبقة السياسية في مالي نحو حوار من شأنه وضع حد للنزاع". وفي تصريح للصحافة، أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية، عبد القادر مساهل، الذي تحادث مع الوزير البوركينابي، أن هناك "تطابقا مطلقا" في وجهات النظر بين الجزائر و بوركينا فاسو حول الإنشغالات "الكبري" المتعلقة بالأمن في منطقة الساحل و الوضع بشمال مالي خاصة. وقال السيد مساهل أنه "دعا إلى الوقف الفوري للحرب بين القوات الحكومية و المتمردين التوارق" بمالي ملحا على "ضرورة الذهاب إلى انتخابات حسب الآجال" بحيث سيتم تنظيم الرئاسيات بمالي في اواخر شهر أفريل المقبل. و أضاف السيد مساهل أن "وقف الحرب و الدخول في المفاوضات قد يفتحان المجال أمام احترام موعد الإنتخابات الرئاسية بمالي". وأشار إلى أن "اي حل للنزاع في مالي يجب أن يكون ماليا ويبحث عنه الماليون أنفسهم بتسهيل جزائري" معربا عن رفضه "لتعدد المبادرات". و أضاف السيد مساهل أن الجزائر و بوركينا فاسو لهما "نفس الأجندة" تتمثل في حل يندرج في إطار "الحفاظ على الوحدة الترابية و سيادة مالي" و حوار "شامل" بين كافة الأطراف. وأعلن الوزير أن الجزائر قررت تقديم مساعدات انسانية لللاجئين الماليين الذين فروا من بلدهم في اتجاه النيجر و بوركينا فاسو و موريتانيا. وسيتم ايصال هذه المساعدات في أواخر هذا الأسبوع لللاجئين الماليين الذين غادروا شمال البلد جراء الأحداث التي تشهدها المنطقة.