يشرع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي والممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط، ابتداء من اليوم السبت في زيارة للجزائر، حسبما علم لدى وزارة الشؤون الخارجية. وسيتطرق السيد بوغدانوف خلال زيارته للجزائر مع مختلف الأطراف إلى وضعية العلاقات الثنائية بين البلدين اللذين يحييان الذكرى الخمسون لإقامتها، حسب ذات المصدر. كما سيدرس نائب الوزير الروسي مع المسؤولين الجزائريين مختلف المسائل السياسية و الإقليمية و بالخصوص التطورات الأخيرة للأزمة السورية حسب ذات المصدر. وتصادف الاعلان الرسمي عن هذه الزيارة بعد أن وجه وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي رسالة أمس الجمعة الى نظيره الروسي السيد سيرغاي لافروف بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال50 لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين أعرب له فيها عن "ارتياحه الكبير" للمستوى الذي بلغه التعاون الثنائي. وأكد السيد مدلسي في هذه الرسالة أن الجزائر و فيدرالية روسيا تحدوهما "ارادة مشتركة" في اعطاء علاقاتهما الثنائية "حجما وعمقا" يكونان في مستوى "الصداقة الكبري" القائمة بين البلدين. وذكر في هذا الصدد بعقد أربعة قمم في اطار الحوار السياسي و العديد من اللقاءات بين الرسميين لكلا البلدين معربا في نفس الوقت عن ارتياحه "للوتيرة المكثفة" للمشاورات السياسية بين الطرفين و التي "تؤكد اضافة الى الجهود التي يبذلها رئيسانا و حكومتانا ارادتنا المشتركة في اعطاء علاقاتنا الثنائية حجما و عمقا يكونان في مستوى الصداقة الكبيرة التي تجمع بلدينا". في نفس الخصوص، اغتنم وزير الشؤون الخارجية فرصة احياء الذكرى ال50 لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين للتعبير عن امتنان الجزائر للمساعدة و يد العون التي قدمتها روسيا وريثة اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية سابقا في كفاحها من أجل الاستقلال. وكتب السيد مدلسي في الرسالة أن "إقامة هذه العلاقات الدبلوماسية غداة التوقيع على اتفاقيات ايفيان قبل الإعلان عن استقلال بلدنا كان موقفا قويا (من قبل روسيا) لمسنا من خلاله اشارة للارادة في الالتحاق ضمن زمرة البلدان الصديقة للجزائر". وضاف أن "هذا الإعتراف كان تمهيدا للعلاقات التقليدية بين البلدين التي ما فتئت تتميز بكثافتها و نوعيتها" مذكرا بأن "الإتحاد السوفياتي سابقا رافق الجزائر الإشتراكية لدى خروجها من الإستعمار بحثا عن استرجاع استقلالها الإقتصادي". و بعد أن لاحظ أن الفترة الإنتقالية التي عرفها البلدان قد "كبحت انتعاش تعاون مكثف" أكد السيد مدلسي أن "التقارب بين الجزائر و روسيا اللتين تتقاسمان نفس الأفكار حول عدة مسائل على الصعيدين الثنائي و المتعدد الأطراف كان "لا مناص منه". وقال وزير الشؤون الخارجية "هكذا تم إعطاء نفس جديد (للتعاون الثنائي) بموجب اعلان شراكة استراتيجية الأولى من نوعها التي وقع عليها بلدكم مع بلد عربي و افريقي".