سادت حالة من الهدوء معظم المناطق السورية في ساعات الصباح الأولى اليوم الخميس مع دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بمقتضى المهلة التي حددتها خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لوقف العنف في البلاد في الوقت الذي أصرت فيه المعارضة على مواصلة المظاهرات السلمية كحق يكفله الدستور. وقد دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في سوريا عند الساعة السادسة بتوقيت المحلي السوري (الثالثة بتوقيت غرينيتش) بمقتضى المهلة التي حددتها خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لوضع حد لأعمال العنف المستمرة في سوريا منذ أكثر من عام. وبعدما ظل الغموض يلف احتمالات وسيناريوهات الحلول المرتقبة للأزمة السورية طيلة اليومين الماضيين ظهرت بارقة أمل بإمكانية تطبيق خطة المبعوث العربي ألأممي المشترك بعد أن أعلنت الحكومة السورية وقف كافة معارك قواتها اعتبارا من صباح اليوم وهو الأمر الذي أبلغته السلطات السورية لعنان أمس. و كانت الحكومة السورية قد حذرت في الوقت نفسه من أن قواتها سترد على أي هجوم إرهابي في إشارة إلى المتمردين الذين تعهدوا أيضا باحترام المهلة طالما تلتزم بها الحكومة السورية. كما كان مقررا أن تنهي السلطات من سحب آلياتها العسكرية من المدن يوم الثلاثاء الماضي وفق المرحلة الأولى من خطة عنان إلا أن ذلك لم يحصل وإستمرت عشية دخول مهلة عنان حيز التنفيذ العمليات العسكرية يوم أمس الأربعاء في عدة مناطق سورية. وحسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الانسان فلازال "الهدوء الحذر" يسود معظم المناطق وأنه لم تسجل أي خروقات بالرغم من أن القوات النظامية السورية لم تسحب بعد كل آلياتها من المدن. وبعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار في البلاد دعا "المجلس الوطني السوري" المعارض اليوم الشعب السوري إلى النزول إلى الشوارع والتظاهر إذ أكد رئيس المجلس برهان غليون أن "حق التظاهر السلمي حق تكفله الدساتير". وطالب في هذا السياق الدول الداعمة لخطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية بتأمين وسائل حماية الشعب خلال هذه التظاهرات قائلا "ندعو الشعب إلى التظاهر للتعبير عن نفسه والحق بالتظاهر السلمي نقطة أساسية من نقاط خطة عنان". من جهته، قال بسام جعارة المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا أن "الشعب السوري سيستمر في التظاهر على الرغم من أنه ليس ضد خطة عنان". وأضاف أن "مجرد إعلان النظام عن بقاء قواته في حال تأهب يعتبر خرقا وانتهاكا لخطة عنان". غير أن أطراف معارضة سورية أخرى لم تحذو نفس حذو المجلس وذهبت الى المطالبة بالالتزام بوقف اطلاق النار وعدم القيام بأعمال إستفزازية ضد الجيش النظامي وهو ما دعا له تيار "بناء الدولة السورية" المعارض اليوم والذي ناشد جميع الأطراف على الساحة السورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء المظاهر المسلحة. وطالب التيار في بيان له اليوم الخميس بعدم القيام بأية ممارسات استفزازية تجاه عناصر الجيش والأمن بعد إعلان وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ اليوم. من جهتها دعت روسيا المعارضة الى الامتثال الى خطة عنان ووقف كل أعمال العنف في البلاد بعد قرار السلطات وضع حد لاطلاق النار ودعا نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف اليوم المعارضة المسلحة الى وقف العنف بعدما أعلنت الحكومة السورية عن وقف إطلاق النار بدءا من صباح اليوم. وقال غاتيلوف إنه بعدما اعلنت الحكومة السورية أنها ستوقف إطلاق النار فقد حان الوقت الآن للمعارضة المسلحة أن تقوم بالمثل فهذه هي شروط خطة عنان" في إشارة إلى خطة النقاط الست التي أعلنها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية. كما لاقت انباء وقف اطلاق النار في سوريا ترحيبا من بعض الدول التي اعتبرته "خطوة هامة نحو حل سياسي للازمة في البلاد". ونوهت الصين في هذا الشأن اليوم بقرار السلطات السورية وقف إطلاق النار في البلاد وسحب قواتها من عدد من المدن تنفيذا لخطة عنان وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها ليو وي مين أن هذا القرار من شأنه أن "يساعد في تخفيف توتر الوضع في سوريا ويعد خطوة هامة نحو حل سياسي للقضية السورية".