أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي من أجل افريقيا، ميخائيل مارغيلوف، يوم السبت بموسكو أن نتائج الانتخابات التشريعية للعاشر ماي جنبت الجزائر "صدام +الربيع العربي+". و أوضح السيد مارغيلوف ان نتائج هذا الاقتراع " دحضت التوقعات التي كانت تتنبأ بعدم قدرة الجزائر على تفادي انعكاسات +الربيع العربي+" مضيفا أن حزب جبهة التحرير الوطني و جبهة القوى الاشتراكية الذي يعتبر أكبر حزب معارضة في البلاد انتقدا خلال الحملة الانتخابية الأحداث التي هزت بعض دول شمال افريقيا. وأشار المسؤول الروسي إلى أن نتائج الانتخابات التشريعية أظهرت أن التطرف الإسلاموي "لا يحظى بأي دعم لدى الجزائريين" مفسرا ذلك بالتجربة التي عاشها الشعب الجزائري في التسعينيات. وفي هذا الصدد، ذكر السيد مارغيلوف أن "الجزائر عاشت سنة 1988 أحداثا مماثلة لتلك التي هزت مؤخرا دولا مجاورة و كانت انعكاساتها مأساوية" مضيفا "أن بروز التيار الإسلاموي عقب هذه الأحداث و سنوات الإرهاب التي تلت كلفت الجزائر عشرات الآلاف من القتلى". واستطرد قائلا أن "ذكرى هذه الأحداث الأليمة التي لا زالت حية في الذاكرة الجماعية للجزائريين جنبتهم الهزات التي مست" بعض البلدان العربية" مؤكدا أن "آثار +الربيع العربي+ كانت في صلب الحملة الانتخابية التي نشطها حزب جبهة التحرير الوطني الذي ما انفك يدعو إلى الانسجام و المحافظة على استقرار البلاد رافضا كل تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية" و هي نفس الدوافع التي شاركت من أجلها جبهة القوى الاشتراكية في هذا الاقتراع. ومن جهة أخرى، ذكر السيد مارغيلوف بأن "الإصلاحات السياسية و تخفيض أسعار المواد الغذائية و إنجاز السكنات الاجتماعية و استثمار 286 مليار دولار ضمن البرنامج الخماسي 2010-2014 كلها عوامل ساهمت أيضا في نجاح حزب جبهة التحرير الوطني".