تعالت اصوات الجماعات السلفية مجددا في تونس للمطالبة " بدور اكبر للاسلام في الدولة التونسية " بينما اقدمت جماعات متشددة على اغلاق بعض الحانات في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة المؤقتة لانقاذ الموسم السياحي المقبل بعد الانهيار الذي عرفه هذا القطاع . ولم يفت وزير العدل التونسي السيد نورالدين البحيري التاكيد على ان السلفيين" تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وستتم معاقابتهم بحزم لان وقت الاستراحة قد انتهى" على حد تعبيره . وفي هذا المضمار شهدت مدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 350 كيلومتر اقدام عدد من السلفيين المتشددين الى اغلاق بعض الحانات ومحلات بيع الخمور بالقوة وأكدوا "عدم السماح بفتحها مجددا" حيث تسود حاليا حالة من الاحتقان في هذه المدينة في أعقاب هذه الخطوة . وعبر المراقبون عن'خشيتهم من تكرار' مثل هذه السلوكات في باقي المدن السياحية الاخرى على غرار سوسة والحمامات وجربة والمنستير ونابل وطبرقة في الوقت الذي تنكب فيه الحكومة التونسية المؤقتة على وضع الخطط الرامية الى انقاذ الموسم السياحي المقبل بعد "الانهيار الكبير" الذي عرفه هذا القطاع خلال الموسم الفارط 2011 . ولقد جرت مواجهات عنيفة بين الجماعات السلفيية واصحاب الحانات استعملت خلالها القضبان الحديدية والعصي والسيوف وبنادق الصيد في مدينة سيدي بوزيد التي تعتبر مهد الثورة التونسية التي اطاحت بالنظام السابق . وفي هذا السياق اكد وزير العدل التونسي نور الدين البحيري لاحدى المحطات الاذاعية ان ان السلفيين" تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وستتم معاقابتهم بحزم لان وقت الاستراحة قد انتهى " على حد تعبيره . وكانت الحكومة التونسية قد اكدت في وقت سابق ان اجهزتها الامنية ستقوم "بدورها في التصدي" لكل من يهدد أمن البلاد كما انها "ستتولى تطبيق" القانون ضد كل من يضر بوحدة البلاد وبصورتها داخليا وخارجيا ولدى المستثمرين.ووصف وزير الداخلية التونسي التهديدات التي طالت بعض المواطنين والشخصيات السياسية ب "الخطيرة" التي "لا تخدم" مصالح الاقتصاد والسياحة ولا الاستثمارات الأجنبية . وبدورها عرفت مدينة سوسة السياحية مواجهات بين مجموعة من السلفيين "الوهابيين" والسلفيين "الحبشيين" أدت إلى نقل 4 مصابين إلى المستشفى بعد ان قامت جماعات من السلفيين الحبشيين باحداث الفوضى داخل أحد المساجد الامر الذي أثار حفيظة المواطنين الذين استنجدوا بالسلفيين الوهابيين الذين دخلوا في مناوشات معهم أدت في النهاية الى اندلاع مشادات عنيفة اصيب خلالها 4 اشخاص بجروح . وبمدينة القيروان تجمع الاف الاسلاميين المتشددين التابعين "لانصار الشريعة الاسلامية" للمطالبة ب"دور أكبر للاسلام في الدولة التونسية ونشر مبادئ الاسلام بالوعض والحوار" حيث ابرز زعيم هذه الحركة سيف الله بن حسين المدعو أبي عياض رؤية الحركة" لتونسالجديدة من خلال اصلاح الاعلام والتعليم والسياحة والتجارة وفقا لتعاليم الاسلام " . والجدير بالذكر ان حركة النهضة الاسلامية التي فازت بانتخابات المجلس التاسيسي بينت انها لن تسعى الى فرض الشريعة الاسلامية كمصدر اساسي للتشريع وهو ما أثار استياء السلفيين الاكثر تحفظا . وبخصوص موضوع السلفية اكدت الحكومة التونسية المؤقتة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية في وقت سابق ان موضوع السلفية "معقد ولايمكن حله عبر اتخاذ حلول أمنية وقرارات "متسرعة" بل يستوجب "وضع إستراتيجية شاملة" تكون مبنية على منهج الحوار . بيد ان القوى السياسية الديموقراطية والتقدمية والعلمانية في البلاد اعربت عن "تنديدها "بظاهرة التطرف التي "تهدد" الحريات الاساسية كما دعت الى ترسيخ مبادئ مدنية الدولة التونسية والنظام الديموقراطي وطالبت ب"التصدي" لكل اشكال التوظيف السياسي للدين الاسلامي ولدور العبادة والمؤسسات الدينية مع ضمان حرية المعتقد والفكر. وبين المتتبعون للشان التونسي ان الراي العام التونسي أصبح "يضغط" بكل ثقله على الحكومة المؤقتة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية لكي "توضح" موقفها من السلفيين والقيام بخطوات "جريئة" بغية حماية الافراد والمرافق والمؤسسات العمومية والخاصة والدفاع عن الحقوق الاساسية الفردية منها والجماعية وحرية الراي والتعبير والمعتقد . وعلى المستوى الخارجي فان الحكومة الانتقالية التي"تعهدت باحترام" القيم والاليات الديموقراطية عليها "اقناع" الراي العام الغربي عامة والاوربي خاصة وتوضيح علاقاتها بسلوكات الجماعات السلفية من اجل عودة الاستثمارات الخارجية في ظل مناخ اجتماعي مستقر وخلق دينامكية اقتصادية جديدة بتونس التي تعاني من تفاقم في الاوضاع الاقتصادية وفق ما ابرزه المتتبعون للشان التونسي .