جاءت عملية إجبار الطائرة المدنية السورية على الهبوط في تركيا لتضفي مزيدا من التأزم على العلاقات بين انقرةودمشق المشحونة أصلا جراء الوضع على الحدود بين البلدين حيث يتبادل الطرفان القصف في الاتجاهيين. وتبادل الطرفان التركي والسوري الاتهامات والدفاع حيث رأت دمشق في الخطوة "تنافي مع معاهدات الطيران المدني" فيما أكدت تركيا انها تصرفت وفق القانون. ووصف وزير النقل السوري محمود سعيد اليوم الخميس عملية إجبار الطائرة المدنية السورية على الهبوط في تركيا أثناء رحلة من موسكو الى دمشق ب"القرصنة الجوية"مؤكدا انها هذه "الخطوة تتنافى مع معاهدات الطيران المدني". وكانت طائرتان حربيتان تركيتان قد أجبرت الطائرة المدنية السورية امس على الهبوط في مطار "اسينبوا"حيث خضعت حمولتها للتفتيش . وأشارت وكالة أنباء الأناضول إلى أن السلطات التركية صادرت جزءا من حمولة الطائرة قبل أن تسمح لها باستئناف رحلتها وعادت الطائرة إلى دمشق صباح اليوم الخميس ولفتت الوكالة إلى أن الحمولة تتضمن بعض المواد والمستلزمات التي يعتقد بأنها أجزاء صواريخ. يذكر أن مؤسسة الطيران المدني التركية أصدرت أمس الاربعاء تحذيرا للطائرات التركية بعدم الدخول للاجواء السورية لعدم وجود أمان بسبب الازمة التي تعيشها سوريا. وقد وصلت الطائرة المدنية السورية اليوم لى مطار دمشق الدولي صباح اليوم. من جهتها وصفت مديرة مؤسسة الطيران السورية غيداء عبد اللطيف عملية إجبارالطائرة المدنية على الهبوط في تركيا بأنه "قرصنة جوية" واكدت انه سيتم تقديم احتجاج لاتحاد النقل الجوي الدولي(الاياتا) واتحاد الطيران العربي وجميع المنظمات الدولية والإنسانية. وأكدت غيداء عبد اللطيف أن الطائرة "لا تنقل أية حمولة مخالفة للأنظمة والقوانين المحلية والعالمية" مضيفة أن هذا العمل يعتبر "قرصنة جوية" لأنه لم يتم اعلام قائد الطائرة عند عبوره الأجواء التركية بضرورة الهبوط للتفتيش بل فوجئ بالطائرات التركية المقاتلة تحيط بالطائرة وذلك عبر الجهاز الملاحي الخاص. وأشارت إلى أن طريقة التعامل مع الطائرة والركاب مخالفة للأنظمة والأعراف التجارية والدولية وقالت إن الركاب في حالة غضب من طريقة التعامل التي وصفتها بأنها"غير أخلاقية". أما انقرة فقد اكدت على لسان وزيرها للخارجية أحمد داوود أوغلو إنه كان لدى السلطات التركية معلومات تفيد بأن حمولة الطائرة لا تتلائم مع قواعد الطيران المدني وقد أجبرت للنزول لتفتيشها. كما أكد وزير المواصلات التركي بن على يلدريم ان السلطات التركية تصرفت إزاء الطائرة السورية التى أرغمت على الهبوط بمطار"اسينبوا" بأنقرة وفق قوانين الطيران المدني العالمية وخاصة من بعد الاشتباه في حمولتها. وأضاف الوزير التركي في تصريحات اليوم ان "الطائرة السورية التي أرغمت على الهبوط لم تقدم أي بيانات أو معلومات عن فحوى حمولتها قبل الدخول في الأجواء التركية وخاصة بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بوجود مواد مشتبه بها على متن الطائرة". في غضون ذلك طلبت روسيا اليوم توضيحات من السلطات التركية حول حادثة اعتراضها الطائرةالسورية معربة عن قلقها على تعريض أمن الركاب بينهم مواطنون روس للخطر نتيجة ذلك. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش أن "روسيا تصر على أن على السلطات التركية أن تشرح التصرف حيال المواطنين الروس (على متن الطائرة) وتتفادى حوادث مماثلة في المستقبل". للاشارة ارجأ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين زيارة مقررة الى تركيا بحسب ما اكد متحدث باسمه دون تحديد السبب او الموعد الاساسى لتلك الزيارة. وتاتي حادثة الطائرة السورية في وقت تعرف فيه العلاقات السورية التركية تازما جراء الوضع على الحدود بين البلدين منذ مقتل 5 أشخاص في بلدة حدودية تركية بقذيفة أطلقت من الجانب السوري من الحدود وردت القوات التركية باستهداف مواقع داخل الأراضي السورية .