ركز المشاركون في أشغال الجلسات الطبية الثانية حول "التصوير بالموجات فوق الصوتية للجنين "المنظمة اليوم الخميس بسطيف على ضرورة التشخيص المبكر للتشوهات و العيوب الخلقية لدى الجنين "لعلاجها في المراحل الأولى من نموه". و أوضح البروفسور جون فيليب بولت أخصائي في طب النساء و التوليد بالمستشفى الجامعي بباريس (فرنسا) في هذا الشأن أن التطور التكنولوجي الحاصل في ميدان الطب والاكتشافات الحديثة في علم الوراثة والجينات قد أتاح الفرصة أمام الأخصائيين "ليس فقط لمتابعة الجنين متابعة دقيقة أثناء شهور الحمل الأولى و مراحل تطوره و إنما كذلك لاكتشاف العيوب الخلقية لديه قبل ولادته و في مراحل مبكرة و تحديد نوع المرض". كما مكن هذا التطور يضيف البروفيسور بولت- من التدخل الجراحي لإصلاح هذه التشوهات الخلقية سواء بعد الولادة مباشرة أو في المراحل الأولى من حياته و بالتالي تجنب الإعاقات باختلاف أنواعها لدى الأطفال و كذا التقليل من نسبة الوفيات بسبب هذه التشوهات التي قد تصيب القلب أو المخ أو العظام أو حتى الجهازين الهضمي والعصبي. و أرجع نفس الأخصائي حدوث مثل هذه التشوهات و العيوب الخلقية لدى الأجنة و كذا الأطفال حديثي الولادة إلى أسباب كثيرة و متعددة منها تشوهات ناجمة عن المراحل الأولى في تكوين الجنين أو لأسباب وراثية متعلقة بالكروموزومات و أخرى خارجية تحدث نتيجة بعض الجراثيم و الميكروبات التي تسبب أمراضا للأم تنتقل إلى الجنين. و بعد أن اعتبر أن الطبيب المختص هو "المسؤول الأول" في اكتشاف مثل هذه الحالات ألح المحاضر على ضرورة "التحكم الجيد" في التقنيات الحاصلة في مجال الكشف عن مثل هذه التشوهات و العيوب الخلقية لمواجهتها خاصة ما تعلق منها باستخدامات جهاز "التصوير بالموجات فوق الصوتية " أو جهاز "الإيكوغرافيا" الذي يمكن من اكتشاف أي عيب خلقي لدى الجنين. كما دعا الأطباء المشاركون في فعاليات هذه التظاهرة العلمية أيضا إلى ضرورة التكوين المتواصل و المستمر و السعي إلى الاطلاع على التكنولوجيا الحاصلة في الميدان و ما توصل إليه الطب الحديث من تطورات. و حضر هذا اللقاء الذي نظمته مخابر "دار الدواء" بالتنسيق مع مديرية الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات لولاية سطيف وذلك بالمتحف الوطني للآثار و نشطه البروفسور الفرنسي حوالي 150 طبيبا و طبيبة مختصة في طب النساء و التوليد يمثلون عددا من ولايات شرق البلاد على غرار سطيف و برج بوعريريج و ميلة و قسنطينة إضافة إلى طلبة قسم الطب لجامعة سطيف. و تعد هذه الجلسات التي دامت يوما واحدا " فرصة للتكوين المتواصل ورسكلة الأطباء المختصين في طب النساء و التوليد و تزويد الطلبة الجدد بالمعارف وتقييم مدى استفادة الأطباء من الأيام التكوينية السابقة وتبادل التجارب بين مختصين من مختلف الولايات.