أكدت البروفيسور حفيظة بن داود، اختصاصية في أمراض النساء والتوليد بمستشفى نفيسة حمود، ''بارني'' سابقا، أن ما بين 40 إلى 60 بالمائة من الأسباب التي تقف وراء التشوهات الخلقية التي تمس 2 إلى 3 بالمائة من الولادات بالجزائر مجهولة السبب. مشيرة أن معظمها ذات طبيعة عصبية وأنهم يسعون كأخصائيين، بالتنسيق مع المعهد الوطني للصحة العمومية، إلى خلق سجل وطني خاص بالتشوهات الخلقية بالجزائر. وعن الطريقة العلمية التي بإمكان الطبيب أن يشخّص من خلالها التشوهات الخلقية عند الجنين، أضافت محدثتنا أنه ممثل في جهاز ''الإيكوغرافيا'' ثلاثي الأبعاد، الذي من شأنه أن يعطي تفاصيل دقيقة عن نوعية التشوه الخلقي. ولدى تقديمه شرحا مفصلا عن أهمية التشخيص بجهاز ''الإيكوغرافيا'' ثلاثي الأبعاد، قال البروفيسور جون فيليب بولت، اختصاصي في التوليد من فرنسا، في اليوم العالمي الذي نظمته شركة دار الدواء ،أول أمس بالجزائر العاصمة، أنه يتوجب التكوين المتواصل على تقنيات استعماله وأهمية تحكم طبيب أمراض النساء والتوليد فيها. وفي هذا الصدد، كشف صالح دغموشه، مدير عام شركة دار الدواء، النقاب عن دورات تكوينية جهوية لفائدة الأطباء الجزائريين عبر كامل أنحاء البلاد، تشمل كل من ولايات تيزي وزو، وهران وعنابة والجزائر العاصمة، من أجل إطلاعهم على أحدث تقنيات استخدام جهاز ''الإيكوغرافيا '' ثلاثي الأبعاد، الذي تمكّن من تشخيص أي تشوّه عند الجنين عبر مراحل الحمل المختلفة. علما بأن هذا الجهاز غير متوفر عبر كل المستشفيات العمومية، مثلما أوضحت البروفيسور بن داود من مصلحة التوليد ب ''بارني''، حيث يتم العمل بأجهزة الإيكوغرافيا ذات البعد الثنائي، التي من شأنها تشخيص أي عيب خلقي، لكن وحده الجهاز ذو الأبعاد الثلاثية يستطيع أن يعطي تشخيصا أكثر دقة عن التشوهات الخلقية، التي أكدت لنا ذات الاختصاصية أن 50 إلى 60 بالمائة من مسبباتها تبقى مجهولة، في حين يبقى للجانب الوراثي دور ملحوظ. علما بأن غالبية تلك التشوهات ذات طبيعة عصبية. ولفتت مديرة الإعلام الطبي لدى مخابر شركة دار الدواء، سميرة غيلي، إلى أن خريجي كليات الطب الجزائرية لا يدرسون خلال مسارهم التعليمي، تقنيات التحكم في ''الإيكوغرافيا''، حيث أن العديد من الأطباء لا يتقنون هذه التقنية تماما ولا حتى استعمالها البسيط.. بل إنهم يمنعون من مجرد الاقتراب ولمس الجهاز ! وأرجعت غيلي السبب إلى غياب التكوين المتواصل لفائدة الأطباء، الذي يتطلب من هؤلاء الحرص على الإطلاع على ما يجري من حولهم في العالم.