شدد الوزير الأول عبد المالك سلال يوم السبت بالجزائر على ضرورة حياد الإدارة خلال الانتخابات المحلية المقررة يوم 29 نوفمبر القادم مؤكدا على أهمية أن يجرى هذا الاقتراع المزدوج (البلدية و الولاية) في "جو سياسي مريح". و في تدخله أثناء اللقاء الذي جمع وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية بإطارات الإدارة المحلية أوضح سلال أنه "على الإدارة أن تكون حيادية إلى أقصى حد حتى تجري الانتخابات القادمة في أحسن الظروف و في جو سياسي ملائم". و لاحظ الوزير الأول أن الانتخابات المحلية ستشهد مشاركة قوية للأحزاب السياسية و للقوائم الحرة (52 حزبا بالنسبة لإنتخابات المجالس الشعبية البلدية و 51 حزبا بالنسبة للمجالس الولائية بالإضافة إلى القوائم الحرة). و ذكر أن هذا الموعد الإنتخابي جاء بعد المصادقة على قانوني البلدية و الولاية الجديدين و اللذان - كما قال- منحا صلاحيات أوسع للمنتخبين المحليين مضيفا أن ممثلي الإدارة ستكون مهمتهم أقوى و في نفس وقت اسهل لاسيما في مجال السهر على تطبيق القوانين. و على صعيد آخر شدد الوزير الأول على أهمية هذا اللقاء "الذي جاء في الوقت المناسب" مشيرا إلى أنه منذ سنة 1981 لم يعقد اي إجتماع من هذا النوع مع رؤساء الدوائر و بعض مسؤولي الإدارة المحلية. و قال سلال أن الجزائر "عرفت تطورا كبيرا و لكنها عرفت أيضا مشاكل عدة و حان الوقت لتصحيح الأمور المتعلقة بتسيير الشؤون المحلية" مضيفا أن هذا الإجتماع سيسمح بالتعرف على كل النقائص التي لازالت مطروحة على المستوى المحلي للتكفل بها على أحسن وجه. و تابع الوزير الأول قائلا :"مشكل الإمكانيات المادية ليس مطروحا و لا مشكل الرجال لكن المشكل في الذهنيات" مؤكدا على أن المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "لا تعني فقط معالجة مخلفات الإرهاب و إنما تعني أيضا مصالحة المواطن الجزائري مع ذاته و مع وطنه و مع تاريخه". كما عرج على ملف إعادة الإعتبار للخدمة العمومية مبرزا في هذا الشأن أهمية الدور الذي تلعبه إطارات الإدارة المحلية في هذا المجال قائلا في هذا السياق أنه "لابد على الإداري أن يدرك أنه في خدمة المواطن" و "علينا تسهيل معيشته". و أعلن الوزير الأول أنه سيقوم بزيارات ميدانية دون أي بروتوكول للإطلاع عن قرب على العمل المنجز و مراقبة نوعيته مضيفا أن الأمر يتعلق بإسترجاع ثقة المواطن الجزائري في مؤسسات وطنه متأسفا لكون أن "اليوم أصبح المواطن في واد و الإدارة في واد أخر". و بخصوص فئة الشباب تأسف الوزير الأول على عدم وجود إقبال على دور الشباب داعيا المشرفين على هذه الدور إلى تركها مفتوحة طيلة اليوم و ترك الحرية للشباب في إختيار النشاطات التي يريدون القيام بها أو تعلمها. وفي نفس السياق أكد أنه طلب من وزير الشباب و الرياضة إعادة بعث بطاقة الشاب التي ستمنح العديد من المزايا لهذه الفئة الهامة من المجتمع الجزائري.