دعا المشاركون في الملتقى الوطني حول "تاريخ و أعلام الحضنة" الذي اختتم اليوم الخميس بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بمدينة المسيلة إلى إعطاء صبغة مغاربية لهذه التظاهرة بعد ترسيمها مستقبلا. و جاء في توصيات هذا اللقاء أن إضفاء بعد مغاربي على هذا الملتقى من شأنه أن يبرز إسهامات المنطقة في هذا المجال خصوصا من جوانب الفقه والأدب والنقد الأدبي وعلم الاجتماع . وكشف مقرر لجنة توصيات هذا الملتقى الدكتور كمال أنه من بين التوصيات التي خرج بها المشاركون في هذا اللقاء ضرورة ترسيم الملتقى وضمان تنظيمه سنويا بولاية المسيلة و تمويله من طرف وزارة الثقافة. و أوصى المشاركون كذلك بضرورة طبع المداخلات في كتيب يكون بمثابة مرجع و توزيع نسخ منه على الطلبة الجامعيين الدارسين للتاريخ والذين كان حضورهم في هذا اللقاء ملفتا. وتناولت أشغال هذا الملتقى عديد المواضيع التاريخية لمنطقة الحضنة لفترة ما قبل القرن ال18 وخلال المقاومة الشعبية منذ وصول المستعمر الفرنسي إلى منطقة الحضنة عام 1838 . و كانت هذه المنطقة "خزانا" للمقاومات الشعبية التي اندلعت في المناطق المجاورة للمسيلة بالأوراس عام 1838 و الزيبان عام 1849 وحتى لمقاومة أولاد سيدي الشيخ بالغرب الجزائري في 1864 وانتفاضة المقراني في 1871 . وقد امتدت هذه المقاومات إلى مناطق الحضنة التي تربط بحكم موقعها بين شرق وغرب وشمال وجنوب البلاد . وكانت هذه الجهة من الوطن تمثل منطقة دعم ومساندة للثورة التحريرية. و تطرق المشاركون في هذا اللقاء إلى نوابغ الفكر والأدب في منطقة الحضنة من بينهم "الشيخ طاهري" و"نويوات الأحمدي" و"الشيخ بوديلمي" و"عيسى المعتوقي" و"محمد الدراجي" وكذا مساهمة أعلام و شخصيات تاريخية أخرى بالمنطقة في ترقية الأدب والفقه.