دعا المختصون المشاركون في اللقاء العلمي التحسيسي حول تشنج العضلات العصبي اليوم السبت بالجزائر العاصمة الى ضرورة توعية المجتمع حول هذا المرض الذي يتسبب فيه بنسبة كبيرة الزواج بين الأقارب . وأكدت الدكتورة صونيا نويوة مختصة في أمراض الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا أن العديد من العائلات تجهل مرض تشنج العضلات ولايعرضون أطفالهم على العلاج الا بعد ظهور تعقيدات خطيرة. وحثت نفس المختصة على اجراء تحاليل طبية اذا كان الفرد يعاني من صعوبة في المشي وشلل في العضلات على مستوى الكتف والحوض مؤكدة بأن اصابة الأعضاء بتشنج من بين الأمراض العصبية الوراثية المنتشرة بكثرة بالجزائر ولاسيما تشنج العضلات المعروف ب"دوشان". وأوضحت في نفس الشأن أن تشنج العضلات "دوشان" من الأمراض الخطيرة التي تتسبب في عناء شديد وتعرض الأطفال الى السقوط المتكرر كما تظهر أعراض أخرى على المصاب مثل المشى على أطراف الأصابع . وللتكفل الجيد بالشخص الذي تظهر عليه الأعراض المذكورة نصحت الدكتورة نويوة بالبحث في شجرة العائلة مذكرة بأن تسجيل اصابة واحدة بين الأقارب لايستثني البقية من هذا المرض . ويستدعي مرض تشنج العضلات تكفلا متعدد الاختصاصات لتفادي تعقيدات وتطور المرض الى اعاقة في انتظار توصل العلم الى ايجاد دواء ناجع سياهم في الشفاء من هذا المرض . أما الدكتورة لامية علي باشا من مصلحة أمراض الأعصاب من نفس المؤسسة الاستشفائية فقد ركزت من جهتها على مرض الوهن العضلي (مياستيني)الذي هو مرض عصبي وعضلي في آن واحد واصفة أياه ب"الخطير" والذي يصيب المناعة الذاتية لدى الجنسين وتتسبب مضاعفاته في اصابة القلب وجهاز التنفس واضطرابات في الرؤية والحركة والحبال الصوتية يرافقها عناء شديد ثم شلل تام . وحذرت نفس المختصة من الانقطاعات المسجلة من حين لاخر في الأدوية والتي قد تتسبب في هلاك المريض داعية السلطات العمومية الى الحرص على توفيرها. ومن جهة أخرى عرض رئيس جمعية التكفل بالتشنج العضلي السيد أكلي أكنين نشاطات هذه الجمعية التي تأسست في سنة 1999 وتتواجد بمعظم ولايات القطر مشيرا الى المساعدات التي تقدمها للمرضى على غرار الحصول على الكراسي المتحركة من وزارة التضامن الوطني أو من قبل بعض المحسنين الى جانب تحديد مواعيد العلاج لتخفيف العبء عليهم . وقد أحصت الجمعية الى حد الان -حسب السيد أكنين- 500 عائلة يعاني أفرادها من مرض التشنج العضلي وتسجل في العديد من الحالات بين 3 الى 4 حالات في الأسرة الواحدة . وشدد على تحسيس وتوعية مجتمع عبرمختلف وسائل الاعلام حول الأمراض الوراثية التي لازالت تنتشر بكثرة وتتسبب في اعاقات خطيرة تشكل عبء على العائلات والدولة . وذكر بمشروع استحداث مصلحة متعددة الاختصاصات بالمستشفيات لتحسين التكفل بالمرضى الذين يعانون من التشنج العضلي و وضع دليل خاص بالمرض الى جانب مواصلة جهود الجمعية لتحسين التكفل الاجتماعي وضمان تمدرس الاطفال المصابين بهذا المرض. وقد رافعت جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة التي حضرت هذا اللقاء التحسيسي من أجل تسهيل ظروف الحياة على الأشخاص المعاقين بالجزائر من حيث المسكن والتشغيل حيث لازالت المؤسسات الوطنية حتى الان -حسبهم- لاتحترم تخصيص نسبة 3 بالمائة من مناصب التشغيل لهذه الفئة من المجتمع وهذا حسب القوانين المعول بها .