لأن مرض التشنج العضلي ما يزال إلى حد اليوم يصنف في خانة الأمراض غير المعروفة وسط عامة الناس على اعتبار أنه من الأمراض الوراثية النادرة، فإن جمعية مرضى العضلات وبالتنسيق مع بعض الأطباء المتخصصين من وزارة الصحة قد نظمت يوما إعلاميا تحسيسيا لتسليط الضوء حول هذا المرض، وما يعانيه المريض من مشاكل ومتاعب خاصة وأن الجزائر تحصي اليوم 27000 حالة مرضية تعاني في صمت في ظل غياب علاج فعال لهذا المرض. قال السيد ''أكلي عكنين'' وهو واحد من الذين أصيبوا بمرض التشنج العضلي في سن مبكرة ورئيس الجمعية على هامش اليوم التحسيسي الذي نظم مؤخرا بمنتدى يومية المجاهد بمناسبة اليوم العالمي لأمراض الأعصاب والعضلات المصادف للسابع والعشرين ديسمبر من كل سنة ''أنه آن الأوان لتتحرك كل من وزارة الصحة، ووزارة العمل، وكذا وزارة التضامن الوطني من أجل إقرار تكفل اجتماعي جاد بهذه الشريحة المتعبة من المجتمع التي تعاني في صمت في ظل غياب دواء فعال لمواجهة المرض، خاصة وأن هذا النوع من الأمراض، يتطلب تظافر جهود العديد من الأطباء المتخصصين في مختلف المجالات، كطب الأعصاب والقلب، والرئتين إلى جانب التكفل النفسي الذي يعتبر أكثر من ضرورة سواء بالنسبة للمريض أو أولياء المرضى الذين يصابون بإحباط بمجرد علمهم بأن هذا النوع من الأمراض يصنف في خانة الأمراض النادرة التي لم يعثر لها لحد الآن على علاج فعال''، ولأن لكل جمعية انشغالاتها ومشاكلها اغتنم رئيس جمعية أمراض العضلات الفرصة لطرح بعض المشاكل التي تخص مرضى تشنج العضلات والتي يأتي على رأسها ضعف المنحة الشهرية والمقدرة ب4000دج، وطالب في المقابل بضرورة أن يخصص للمصابين بهذا المرض راتب شهري محترم خاصة وأن المصابين بالتشنج العضلي يصبحون عاجزين تماما عن القيام بأي عمل، ناهيك عن تهيئة المسالك والعمل على إحصاء عدد المرضى حتى يتم تغطية طلباتهم حول الدواء الذي يسهم في تخفيف ألمهم، وكذا العمل على تشجيع البحوث العلمية في الجزائر من أجل إيجاد دواء ناجع على الأقل للأنواع المعروفة من هذا المرض.
تظافر جهود الأطباء المتخصصين ضرورة ملحة للتكفل بالمرضى كان من بين المشاركين في اليوم التحسيسي العلمي حول مرض التشنج العضلي البروفيسور أحمد ناصر مصمودي مختص في طب الأعصاب بالمركز الجامعي لباب الوادي والذي قدم شروحا وافية حول هذا المرض، إذ شرح أولا المقصود بالتشنج العضلي قائلا ''إن المقصود بالتشنج العضلي هو انتكاس العضلة أو اندثار الخلية العضلية ما يعني إصابة العضلات، وعند عامة الناس لا يزال الاعتقاد السائد بأن السبب وراء تعرض المريض إلى الشلل راجع إلى الإصابة على مستوى الدماغ أو تلف النخاع الشوكي، إلا أن هذا المفهوم خاطئ، وراجع لجهل الناس بمرض العضلات الذي يتسبب في عجز المريض عن الحركة نتيجة تلف أصاب العضلة، وفي المقابل يكون كل من المخ والنخاع الشوكي سليمين''، وعلى العموم يضيف المتحدث ''بأن أمراض التشنج العضلي هي أمراض وراثية لا يمكن التعرف عليها إلا عن طريق طبيب مختص''. وحتى يتم التعرف على هذا المرض يقول ذات المتحدث إنه يعرف من خلال بعض المظاهر الخارجية التي تبدو على الفرد والمتمثلة في تعرض الشخص لحالة من الفشل والإرهاق البدني، فيجد مثلا صعوبة في القيام ببعض المجهودات العضلية الحركية كصعود الدرج أو كعدم القدرة على الوقوف بعد الجلوس أو صعوبة في الجري أو عدم القدرة على تحريك بعض أعضاء، فإن ظهرت على الفرد هذه المظاهر لابد على الأولياء أن يتفطنوا لها سريعا، وذلك بالإسراع في عرض المريض على طبيب مختص لا سيما وأن مرض التشنج العضلي لا تصاحبه أي أعراض أخرى كالحمى أو الألم، لذا لابد من التفطن لها وعدم الاستهزاء به. من جهة أخرى نبه البروفيسور مصمودي الى أن ''مرض التشنج العضلي بات اليوم تخصصا قائما بحد ذاته، ولابد له من أطباء أخصائيين لا سيما وأننا نتحدث - يقول - عن مرض نادر وغير منتشر كثيرا، إذ لا يفوق عدد المصابين بهذا المرض 27 ألف مصاب في الجزائر'' وللإشارة فإن هذا المرض قد يصيب الصغار كما قد يصيب البالغين إلا أنه عموما يظهر بشكل كبير عند الأطفال، وفي ظل غياب دواء يقضي على المرض نهائيا بحسب البروفسور مصمودي'' فإنه آن الأوان لتظافر جهود عدة أخصائيين في مجال طب القلب والأعصاب وأمراض التنفس وأخصائيين نفسانيين من أجل تحسين التكفل بالمرضى لأن مرض التشنج العضلي اليوم يعتبر من الأمراض المنسية خاصة من طرف البحوث العلمية التي لم تتكفل بها إلا حديثا. عموما في ظل غياب دواء يقضي نهائيا على أمراض التشنج العضلي المعروفة والتي يقدر عددها ب50 نوعا لكل منها خاصية علاجية وطريقة تكفل صحي خاص، يظل العلاج المتوفر هو ذلك الذي يضمن للمريض التخفيف من آلام المرض لا غير.