تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا يوم الأربعاء لتتحول إلى مواجهات عنيفة بين السكان وأجهزة الأمن التي استعملت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين المطالبين بإعادة فتح المنفذ البري" رأس الجدير" الذي اعتبروه" الشرايين الحيوي لمنطقتهم " وفق ماابرزته مصادر إعلامية. وقام المحتجون من العاطلين عن العمل والتجار بإحراق العجلات المطاطيةورشق رجال الأمن بالحجارة احتجاجاعلى تواصل غلق المنفذ البري" رأس الجدير" الذي اعتبروه "الشريان الاقتصادي والحيوي الوحيد" في المنطقة" كما رفعوا شعارات تطالب بتجسيد برامج ومشاريع تنموية لفائدة منطقتهم وتشغيل فئات الشباب فيما هدد التجار بتنفيذ إضراب عام غدا الخميس. وحمل السكان الحكومة المؤقتة"مسؤولية تطور الأزمة وعدم التدخل الحيني" وندووا بما وصفوه ب" المماطلة" في إعادة فتح المعبر الذي أغلق منذ أكثر من 3 أسابيع. وترى أطراف نقابية أن غضب الجماهير ازداد أكثر بعد توارد انباء حول " تنظيم رحلات بحرية"انطلاقا من موانئ العاصمة التونسية باتجاه الموا نئ الليبية لنقل البضائع والسلع حيث راوا في ذلك" تهديدا لمصالحهم" كون معبر رأس الجدير " لايمكن لمنطقة بن قردان الاستغناء عنه تجاريا ". وعلى الرغم من هذا التصعيد فان المنفذ البري -الذي يعد من اهم المعابر في القارة الافريقية - ظل مغلقا امام الحركة التجارية باستثناء حركة تنقل الاشخاص التي تسير بشكل طبيعي . وكان رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي قد اكد اول امس الاثنين خلال زيارته القصيرة إلى ليبيا أن منفذ رأس الجدير البري الذي يربط بين البلدين سيعاد فتحه عما قريب في اعقاب الاتفاق مع السلطات الليبية على ذلك . لكن الاتحاد الجهوي التونسي للشغل شدد على أن المشكل القائم في هذه المنطقة "لا يتوقف "على فتح المعبر وانما على معالجة الواقع الاجتماعي والاقتصادي في هذه الجهة التي هي في " حاجة إلى برامج ومشاريع تنموية ". وبين المصدر ذاته أن الوضع الامني في منطقة بن قردان تعددت مصادره حيث اسهمت في تصعيده الحالة الاقتصادية والاجتماعية" المتردية"علاوة على الاوضاع الداخلية بليبيا . ومعلوم أن معبر رأس الجدير الحدودي تم اغلاقه في العديد من المرات لاسيما في ظل الاوضاع الامنية المتردية التي عرفتها ليبيا كما شهد هذا المنفذ العديد من المناوشات بين قوات الأمن التونسية وجماعات ليبية مسلحة التي اخترقت مرارا التراب التونسي . لكن العديد من المراقبين يرون أن القضايا الحدودية بين ليبيا وتونس مرتبطة بابعاد اخرى تكمن في التخوف من انتشار وتوزيع الاسلحة في ليبياودخولها الاراضي التونسية في ضوء عثور السلطات التونسية على عتاد حربي مخزن في عدة اماكن والقاء القبض على جماعات مسلحة وتفكيك شبكات ارهابية.