تتواصل أجواء التوتّر على الحدود بين الجزائر وليبيا وتونس بسبب استمرار تردّي الأوضاع الأمنية وفوضى التسلّح وانتشار العصابات، وهو الأمر الذي دفع بلادنا إلى تشديد الإجراءات الأمنية على طول الحدود الشرقية، بينما تواصل تونس اتّخاذ إجراءات استعجالية تفاديا لما لا يُحمد عقباه. في هذا الإطار، ما يزال المنفذ البرّي (راس الجدير) الرّابط بين تونس وليبيا مغلقا في الاتجاهين منذ يوم الأحد الماضي، حيث أصبح نشاطه يقتصر على تأمين عودة المسافرين التونسيين والليبيين إلى بلدانهم، حسب مصادر رسمية. وبخصوص المفاوضات بين الطرفين التي تحدّثت عنها مصادر إعلامية من أجل إعادة فتح المعبر الذي يعدّ من أكبر المنافذ البرّية في إفريقيا، نفت جهات أمنية ببلدة (بن قردان) الحدودية حصول أيّ مفاوضات أو اتّصالات بين مسيري المعبر من الجانبين، مبرزة أن حركة تنقّل الأشخاص تكاد تكون (منعدمة). للإشارة، فإن القرار المتّخذ من والقاضي بإغلاق المعبر جاء من أجل (تفادي أيّ حركات احتجاجية في أعقاب قرار السلطات الحدودية الليبية بوجوب استظهار أصحاب السيّارات التونسية المتّجهة إلى ليبيا لغرض التجارة كلّ الوثائق القانونية الخاصّة بسياراتهم)، وهو ما لم يتقبّله التجّار التونسيون الذين لا يتوفّرون على هذه الوثائق. وبالمقابل، فإن المعبر الحدودي البرّي الثاني (الذهيبة وزان) لم تمسّه إجراءات الغلق وبقي مفتوحا أمام حركة تنقّل الأشخاض والبضائع. من جهة أخرى، هاجمت مجموعة من الأفراد المنتمين إلى التيّار السلفي منطقة الحرس الوطني (الدرك الوطني) بمدينة بن قردان (ولاية مدنين) وذلك على خلفية القبض على أحد المفتش عنهم وبحوزته أسلحة، وفق ما أفادت به مصادر أمنية تونسية. وحاول أفراد هذه المجموعة البالغ عددهم أكثر من 50 شخصا، اقتحام وحرق منطقة الحرس الوطني مندّدين بإيقاف رفيقهم قبل أن يتمّ تفريقهم باستعمال الغازات المسيلة للدموع. وقد أسفرت هذه الأحداث عن إيقاف شخصين من ضمن هذه المجموعة تمّت إحالتهما على النيابة العامّة. والجدير بالذّكر أن الشريط الحدودي الرّابط بين البلدين عرف عدّة مناوشات ناجمة عن توغّل جماعات ليبية مسلّحة داخل الأراضي التونسية، ممّا أجبر السلطات التونسية على التنديد رسميا بتلك الخروقات التي (تمسّ بسيادة تونس وبحرمتها الترابية). كما اشتبكت قوّات الأمن التونسية عدّة مرّات مع جماعات ليبية مسلّحة وألقت القبض على عناصر منها، فيما عثرت في شتى المناطق التونسية على قطع مختلفة من الأسلحة والذخائر والمتفجّرات.