دعا ممثلون عن الحكومة يوم الأحد في أشغال لقاء جهوي تشاوري حول التنمية المحلية افتتحت اشغاله بولاية غرداية إلى "تضافر" جهود الجميع من أجل رفع تحدي التنمية بمناطق الجنوب. وأبرز ممثلو الحكومة في هذا اللقاء الذي تحضره خمس ولايات من جنوب البلاد (غردايةوالأغواط و بسكرة والوادي و ورقلة ) أهمية إشراك مختلف الفاعلين في التنمية في مسار تنفيذ برامج الجنوب. وأكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى في هذا الصدد قائلا "نرغب في مشاركتكم رؤية الحكومة المرتكزة على رفع تحدي التنمية بمشاركة الجميع كل حسب القطاع الذي ينشط به". ويشكل هذا اللقاء الذي تم إعداده منذ عدة أشهر"فرصة لتجميع كل المؤهلات البشرية والمادية بغرض تحقيق تنمية مستدامة بولايات غردايةوورقلة و الأغواطوبسكرة والوادي. ودعا بن عيسى مجمل الفاعلين بقطاع الفلاحة إلى المشاركة "بشكل فعال" في التنمية الإقتصادية المستدامة من خلال رفع الإنتاج واستغلال المساحات الفلاحية الصالحة للزراعة المتواجدة لاسيما بولايات الجنوب. وذكر وزير الفلاحة والتنمية الريفية في هذا الصدد بأن واحد (1) مليون هكتار من الأراضي يمكن تثمينها بولايات الجنوب موضحا بأن "المؤهلات والوسائل لرفع التحدي متوفرة ". وقال الوزير في السياق ذاته بانه يمكن رفع الإنتاج ومساهمة ولايات الجنوب بنسبة 30 بالمائة في الإنتاج الداخلي الخام مذكرا بأن مجموع السكان الذين ينشطون في مجال الفلاحة بخمس ولايات بالجنوب "يقدرون بواحد(1 ) مليون ناشطا وذلك على مستوى مساحة فلاحية صالحة للزراعة تقدر ب 400 ألف هكتار التي تساهم ب 18 بالمائة في الإنتاج الوطني الخام." ومن جهته أبرز وزير الموارد المائية حسين نسيب أهمية التشاور وإرساء مقاربة تشاركية من أجل تحقيق استعمال عقلاني للموارد المائية لتنمية الفلاحة. وأكد بدوره الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية عبد القادر والي بأن هذا اللقاء يشرك مختلف الفاعلين في التنمية لهذه الولايات الخمس للجنوب الشرقي ويهدف في المقام الأول إلى استحداث "فضاء للتشاور لتحقيق تنمية مناطق الجنوب بمشاركة مختلف الفاعلين بهذه الولايات". وأضاف والي أن هذه التنمية "التشاركية" التي ينخرط بها مختلف الفاعلين "تندرج في إطار إستراتيجية لتهيئة الإقليم الهادفة إلى إرساء تنمية مستدامة لمختلف القطاعات على مستوى مختلف مناطق البلاد". و أعرب الامين العام لوزارة الداخلية عن أمله في "الإنتقال من فلاحة معيشية لسكان المناطق الريفية إلى فلاحة عصرية محركة للتنمية وركيزة لاقتصاد وطني مستدام". وكان هذا اللقاء فرصة ل 300 مشاركا من ولايات غردايةوالأغواط و بسكرة والوادي و ورقلة لإبراز أهمية إرساء إستراتيجية "منسجمة و واضحة" تشجع التشاور بين مجمل الفاعلين لتحقيق هذا الهدف. كما شكل اللقاء مناسبة للمشاركين من أجل تبادل الخبرات وبحث مختلف المشاكل التي يصادفها الفاعلون في مجال الفلاحة الصحراوية واعتماد اقتراحات لحلول مناسبة. واعتبر المشاركون في هذا السياق بأن تشخيص هذه العوائق يمثل مرحلة هامة في مسار تعزيز قدرات رفع الإنتاج الفلاحي بالجنوب. للإشارة فإن أشغال هذا اللقاء الجهوي"التشاوري" حول التنمية المحلية التي تتواصل على شكل نقاشات مفتوحة بين مختلف الفاعلين والمجتمع المدني وأصحاب القرار يندرج في إطار رؤية عميقة "من القاعدة إلى القمة" بمبادرة من السلطات العمومية من أجل وضع أهداف لتنمية محلية تنسجم مع تطلعات سكان الجنوب.