يشهد جني الخرشف البري (عبارة عن نبتة عشبية تنمو بكثرة بمنطقة الطارف) في مثل هذه الفترة من كل عام إقبالا كبيرا لدى سكان هذه الولاية المسرورين بتمكنهم من تحقيق المتعة مع الفائدة. ويغتنم الكثير من سكان الطارف فترات الإشراق لينهمكوا في عمليات الجني هذه التي تسمح لهم ليس فقط بالانتفاع من الخصائص الغذائية لهذه النبتة البقلية التي تحظى بشعبية كبيرة لدى العائلات ولكن أيضا باستنشاق كمية كبيرة من الهواء النقي المنعش. وفي غالب الأحيان مايكون السكان مصحوبين بأطفالهم المبتهجين لتمكنهم من القفز عبر الحقول حيث يقومون خلال الأيام الأخيرة بأعداد كبيرة بزيارة المحيطات التي ينمو بها الخرشف البري. ويتنقل سكان الولاية فرادى أوفي شكل مجموعات صغيرة عبرهذه الحقول الممتدة بعيدا عن الأنظار حيث يتوزع هؤلاء "الفلاحين ليوم واحد" بطريقة جيدة للتمكن من جني أكبر كمية من الخرشف البري لتستهلكه العائلات أو تقوم بتسويقه. فبالحوايشية والعيون وعين كرمة أو حتى بجانب بوحجر تشكل حقول الخرشف موضع تقدير لمحبي هذه الخضرة التي يحبذ متذوقوها مرارتها الطفيفة فضلا عن قيمتها الغذائية" على حد تعبير لالة العارم وهي سيدة في عقدها السابع. و تقول هذه السيدة أن رجال و نساء من مختلف الاعمار يقصدون الحقول حاملين معهم سكاكين أو أي أداة أخرى قاطعة ويشرعون في قطع الأوراق مع تجنب التعرض للوخز لأن هذا الخرشف البري المعروف عادة باسم "الخرشف عرب" "محمي بشكل جيد من طرف أشواكه" حسب ما أكدته العجوز العارم التي تحدثت عن الخصائص متعددة الجوانب لهذه النبتة بالإضافة إلى الأطباق "اللذيذة و المفيدة للجسم" التي تحضر به. و يحضر الخرشف البري على شكل صلصة و سلطة أو"غراتان" حيث يحتفظ "الخرشف" بجميع خصائصه و بذوقه اللذيذ حسب ما أضافت ذات المتحدثة التي قالت أنها ستقوم باعداد "طاجين" لذيذ من لحم البقر بالخرشف البري في المساء. و تقوم عديد الأسر بهذه المنطقة بتنظيف هذه الخضرة و حفظها بالثلاجة تحسبا لشهر رمضان المقبل. و يعرض حاليا الخرشف البري في كل مكان تقريبا بأسواق التجزئة و لكن أيضا بجميع الأماكن التي تكثر بها حركة المرور(محطات برية للمسافرين و ساحات عمومية حتى يتسنى لكل واحد اقتناء ما يحتاجه من هذه النبتة الغذائية المتميزة.