شدد باحثون وأساتذة من بلدان مغاربية يوم السبت بالجزائر العاصمة على ضرورة الاهتمام باللغة الأمازيغية بتوفير كافة الوسائل البيداغوجية اللازمة و كذا النصوص القانونية المنظمة لها. وقال الامين الوطني لجبهة القوى الاشتراكية علي العسكري في كلمة افتتاحية ليوم دراسي حول الامازيغية أنه "عشية الاحتفال بالذكرى ال33 للربيع الأمازيغي (20 افريل) يستوجب علينا الوقوف على وضعية اللغة الامازيغية في اطارها الاقليمي والدولي". و يتعلق الامر حسبه بالتمكن من تحديد مستقبل هذه اللغة وكذا تحقيق الآمال المرجوة من خلال الاعتراف بها وترسيمها في الجزائر. و بدوره تطرق الاستاذ الجامعي في القانون الدولي عبد القادر كاشر الى التجربة الجزائرية في تعليم اللغة الامازيغية وذلك من خلال المؤسسات التربوية والقانونية مشيرا الى أن اللغة الامازيغية في الجزائر لا تحظى بالاهتمام الكافي إذ أن المادة 3 مكرر من الدستور المعدل في 2002 لا تكفي اذا لم تعد صياغة المادة 178 من الدستور" التي لا تتضمن في محتواها اللغة الامازيغية. و للاشارة تنص المادة 3 مكرر من الدستور على ان "تمازيغت هي كذلك لغة وطنية وتعمل الدولة لترقيتها بكل تنوعاتها اللسانية المستعملة عبر التراب الوطني". أما المادة 178 فتنص على أنه "لا يمكن لاي تعديل دستوري ان يمس الطابع الجمهوري للدولة والنظام الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية والاسلام والعربية باعتبارها اللغة الوطنية والرسمية والحريات الاساسية وحقوق الانسان والمواطن وسلامة التراب الوطني ووحدته والعلم والنشيد الوطني باعتبارهما من رموز الثورة والجمهورية". و تناول كاشر واقع تعليم اللغة الامازيغية على المستوى الوطني متأسفا على عدم اجبارية تعليمها في المدارس الجزائرية باستثناء المناطق التي الحت على ذلك. و من جهته سجل الاستاذ بالمدرسة العليا للصحافة بلقاسم مصطفاوي "قلة" استعمال اللغة الامازيغية في وسائل الاعلام معربا عن أسفه لمصير بعض المجلات الناشطة في ترقية هذه اللغة والتي توقفت عن الصدور مثل "ايطيج وايزوران" وغيرها. من جانبه ركز الدكتور في الآداب الامازيغية محند أكلي صالحي في مداخلته على الجانب اللغوي وتعليم اللغة الامازيغية في الجامعات الجزائرية متسائلا عن أهمية لغة ما اذ لم تستعمل حروفها في الدروس والبحوث ويتم تعويضها بلغات أخرى. ودعا في ذات السياق الى ضرورة انشاء هيئة تعنى بكيفية وضع ضوابط للغة الامازيغية. من جهة اخرى استعرضت الباحثة المغربية للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية مريم دمناتي التجربة المغربية في ترقية اللغة الامازيغية متطرقة الى كافة أشكال النضال التي عرفتها العديد من الحركات والجمعيات الامازيغية الى غاية تحقيق اهدافها. و يتعلق الامر في تأسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية في 2001 وترسيم اللغة الامازيغية في المغرب وكذا حضور هذه اللغة في مختلف المؤسسات والاعتماد على حرف التيفييناع لكتابة اللغة الامازيغية. و تناول الباحث الليبي محمود سيلمان خليفة البكوش الوضعية الحالية للغة الامازيغية في بلاده والتي وصفها ب"الحديثة" مقارنة بالدول المغاربية الاخرى. وأضاف ان هناك ارادة في ليبيا من خلال تكاثف الجهود والنهوض بهذه اللغة وترسيمها كذلك معربا عن امله في توحيد الجهود بين الدول المغاربية في هذا الشأن. و للاشارة فقد نظم اللقاء بمقر حزب جبهة القوى الاشتراكية و ذلك تحت عنوان "الامازيغية عامل الاندماج الوطني والمغاربي".