يشهد العراق غدا السبت انتخابات أعضاء مجالس المحافظات ماعدا محافظتي الانبار ونينوى ومحافظات إقليم كردستان الاربعة في استحقاق تعقد عليه الامال في أن يشكل "مفتاح الأمل وبداية التغيير" نحو استقرار أوضاع البلاد السياسية والامنية التي عرفت تدهورا خطيرا خلال الفترة الاخيرة. وسيكون نحو 14 مليون ناخبا في اثنتي عشرة محافظة من أصل 18 غدا على موعد لانتخاب أعضاء مجالس المحافظات من بين أكثر من ثمانية آلاف مرشح في انتخابات هي الاولى من هذا النوع منذ رحيل القوات الامريكية عن البلاد نهاية عام 2011 . وتشهد الانتخابات تنافس 50 ائتلافا يمثلون 265 كيانا سياسيا فضلا عن كيانات فردية وستجري في مرحلتين الاولى يوم غد وتشمل 12 محافظة والثانية في 18 من شهر ماي المقبل بحسب الموعد الذي حددته مفوضية الانتخابات وتشمل محافظتي الانبار ونينوى. تجدر الاشارة هنا إلى أنه لن تجري الانتخابات في نفس اليوم في محافظات الانبار و نينوي بسبب عدم استقرار الاوضاع الامنية حسب تقدير الجهات الحكومية حيث قتل 14 مترشحا لهذه الانتخابات اغلبهم مرشحي القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي خلال الايام الماضية. كما أنه لن يشارك الناخبون في أربع محافظات هي كركوك المتنازع عليها ومحافظات أربيل و السلمانية و دهوك التي تمثل اقليم كردستان ذاتي الحكم في شمال العراق للتصويت في نفس اليوم. ففي كركوك ما زالت الانتخابات المحلية معلقة بسبب الخلافات السياسية بين الحكومة المركزية في بغداد و حكومة اقليم كردستان الذي يسعى لاعتبارها جزءا من الاقليم. واعتبر رئيس مجلس النواب القيادي في القائمة العراقية أسامة النجيفي انتخابات مجالس المحافظات ب" مفتاح الأمل وبداية التغيير". وقال النجيفي ان "الأمل معقود في إنجاح واحدة من أهم الممارسات الديمقراطية التي ستعيد البهجة والبسمة على وجوه جميع العراقيين ألا وهي انتخابات مجالس المحافظات" مشيرا إلى أن هذه الانتخابات قد تكون مفتاح الأمل وبداية التغييروعنوان برامج جديدة, وقيادات مخلصة, ومنظومة إصلاح متكامل وتغيير منشود. وتجري الانتخابات وسط توتر سياسي وأمني يعاني منه البلد منذ اشهر حيث تاتي في ظل تواصل التظاهرات في محافظات الانبار و نينوي و صلاح الدين حيث يتهم معارضي رئيس الوزراء نوري المالكي ب"التفرد بالسلطة و التراجع عن الاتفاقات". ودعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق المواطنين إلى المشاركة الواسعة في التصويت واختيار الكيانات والمرشحين الذين سيمثلونهم في مجالس المحافظات المقبلة. وكان نوري المالكي قال في كلمة وجهها إلى الشعب ان انتخابات مجالس المحافظات تجري في اجواء وظروف صعبة معقدة تتسم بالاغتيالات وبالتهديد والاقصاء والتهميش كما حصل لمحافظتي الانبار ونينوى . واوضح انه بغض النظر عن الاتهامات التي توجه إلى المتظاهرين ومن يعبر عن رأيه بحرية كفلها له الدستور لابد من ان تتوجه الجماهير إلى صناديق الاقتراع للادلاء بصوتها تجاه من يرونه مناسبا . كما حث ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر العراقيين على المشاركة الفاعلة في انتخابات مجالس المحافظات فيما دعا السياسيين إلى المحافظة على نزاهة هذه الانتخابات. واشار إلى أن توطيد الديمقراطية يعتمد على رغبة القادة السياسيين في العراق لضمان انتخابات شفافة وسلمية خالية من التخويف او التدخل السياسي . وكانت قد جرت يوم السبت الماضي انتخابات مجالس المحافظات للاقتراع الخاص لمنتسبي الأجهزة الأمنية والجيش قدرت بلغت نسبة المشاركة فيها 72 بالمائة. وسيراقب الانتخابات فرق مراقبة محلية ودولية إضافة إلى وسائل إعلام محلية وأجنبية. وفي هذا الاطار قالت بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق أن المفوضية العليا للانتخابات منحت الاعتماد ل 48292 مراقبا محليا و 238419 وكيلا للكيانات السياسية و 217 مراقبا دوليا و1945 صحفيا محليا و 174 صحفيا دوليا. ولتامين مجرى الانتخابات خاصة وانها تاتي في ظل تصاعد وتيرة العنف بالعديد من محافظات العراق اعلنت المفوضية انها اعدت بالتنسيق مع اللجنة الأمنية لانتخابات مجالس المحافظات خطة أمنية محكمة لتهيئة الأجواء الأمنية للمراكز الانتخابية والناخبين. كما قررت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي تعطيل الدوام الرسمي امس الخميس في المحافظات التي ستجري فيها الانتخابات وذلك استعداد ليوم الاقتراع العام فيما أعلن عن احتمال فرض حظر للتجوال يوم إجراء الانتخابات على كافة السيارات عدا التي تحمل تخويل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وقيادات العمليات كما ستغلق الحدود البرية والجوية والبحرية للعراق فضلا عن غلق مداخل ومخارج المحافظات . واثيرت مخاوف من ان تلقي موجة العنف التي تعالت خلال الايام الاخيرة بسلبياتها على مجرى الاقتراع غد . فقد لقي ثمانية اشخاص مصرعهم وأصيب 27 اخرون بجروح في انفجارين منفصلين استهدفا مسجدين شرقي وشمالي العراق عقب صلاة الجمعة. وقبل يومين من الانتخابات قتل 27 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 50 بجروح مساء في تفجير استهدف مقهى في منطقة العامرية في غرب بغداد واعتبر الأكثر دموية منذ الهجوم على وزارة العدل في 14 مارس الماضي الذي أودى بحياة 30 شخصا.