أكد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية يوم الثلاثاء في موسكو ان التعاون الجزائري الروسي يشهد "تطورا" في مختلف القطاعات التي اضفى لها البلدان "طابعا استراتيجيا" في مسار شراكتهما. واوضح الوزير في ندوة صحفية عقدها عقب محادثات أجراها مع نظيره الروسي "شكلت محادثاتي مع لافروف فرصة للوقوف على تطور التعاون الجزائري الروسي في القطاعات التي ادرجها البلدان ضمن اطار اعلان الشراكة الاستراتيجية الموقع في 2001 بين البلدين". وسجل الوزير ان العلاقة بين الجزائر وروسيا شهدت "تطورا" في مجالات الامن والدفاع والحصول على التكنولوجيات الجديدة والتعاون المؤسساتي. كما شهد التعاون الجزائري الروسي ايضا تقدما من خلال بناء "علاقات حقيقية" للشراكة خاصة في مجال المحروقات حيث تتواجد المؤسسات الروسية في حقول النفط الجزائرية. وقال الوزير "يعمل بلدانا ايضا من اجل تنمية علاقاتهما في ميدان الطاقة النووية" مشيرا إلى ان اطارا قانونيا سوف يتم وضعه لتوجيه هذا التعاون. ومن اجل تنويع شراكتهما تنوي الجزائر وروسيا يقول مدلسي "اقتحام قطاعات ذات قيمة مضافة خارج المحروقات كالمناجم والسكن والمنشئات والصناعة والخدمات". وتخص الشراكة الجزائرية الروسية ايضا ميدان الطاقات المتجددة الذي سيتجسد بمشاريع خلال الاشهر القادمة كما أكد الوزير. وافاد مدلسي ان الحكومتين الجزائرية والروسية "بصدد بذل الجهود لتقريب المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين وتشجيعهم على عقد شراكات ذات منفعة مشتركة". وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية ان التعاون الجزائري الروسي يشهد نموا معربا عن أمله في ان يفتح قريبا مركز ثقافي روسي في الجزائر "ولم لا" مركز ثقافي جزائري في موسكو. وعلى صعيد السياسة الدولية أكد مدلسي ان محادثاته مع لافروف تناولت على الخصوص مسالة الصحراء الغربية والوضع في الساحل والازمة في سوريا. وفي هذا الشان أكد الوزير الجزائري تقارب الرؤي بين البلدين حول هذه المسائل مؤكدا ان البلدين "متمسكان جدا بالشرعية الدولية وباحترام حقوق الانسان". اما بالنسبة للمسالة السورية أكد الوزير ان الطرفين يدعمان "المبادرات التي قام بها الامريكيون للمضي في الاتجاه السليم نحو حوار شامل من خلال عقد ندوة في جنيف قريبا". وقال مدلسي "اننا نعمل كل ما في وسعنا كبلد عربي ومتوسطي وافريقي حتي تتمكن هذه الندوة من الانعقاد في اقرب الاجال بغض النظر عن الصعوبات القائمة وان ترافقها جهود المجموعة الدولية حتي يبلغ الحوار مبتغاه".