يشارك ما يزيد عن أربعين شاعرا يمثلون 26 ولاية في فعاليات الأيام الوطنية للشعر الشعبي و الشعر الملحون في طبعتها الخامسة التي انطلقت اليوم الثلاثاء بالنعامة بمبادرة من مديرية الثقافة. و تهدف هذه التظاهرة الأدبية التي تدوم ثلاثة أيام إلى إبراز مساهمة الشعر الشعبي في التوثيق والتأريخ للمقاومات الشعبية والثورة التحريرية طيلة مرحلة الإستعمار وأهمية المحافظة على هذا التراث الوطني اللامادي وتثمين دوره في تمجيد أبطال المقاومات الشعبية وشهداء الثورة التحريرية وغرس الروح الوطنية في أوساط الناشئة ونقل معاناة الشعب الجزائري جراء إنتهاكات وجرائم الإحتلال الفرنسي كما ذكر المنظمون. كما يرمي هذا الحدث الثقافي الذي يشهد تنشيط عدة مداخلات متبوعة بنقاش يقدمها مختصون في الثقافة الشعبية و علم الإجتماع من جامعات الجلفة و تيارت و تلمسان وتنظيم أمسيات شعرية تنافسية بين المشاركين و إبداعاتهم في هذا النوع الأدبي إلى توفيرفضاء يحتك فيه شعراء و جمهور الولاية برواد الشعر الشعبي من مختلف ولايات الوطن. و يتضمن برنامج هذه الفعاليات الثقافية التي تحتضنها دار الثقافة لعاصمة الولاية وتحمل شعار الشعر "الملحون في الذكرى الخمسون " تقديم محاضرات لباحثين و أساتذة جامعيين حول علاقة الشعر الشعبي بالثورة التحريرية و الشعر الشعبي كوسيلة من وسائل المقاومة الثقافية ضد الإستعمار والتحريض على الثورة الحريرية. وأبرز الدكتور محمد سعيدي في محاضرة لدى إفتتاح التظاهرة حول التجليات القومية لثورة التحرير الوطني في الشعر الشعبي و الملحون أهمية تثمين الفكر التكاملي بين الشعر الشعبي و مختلف محطات الإستقلال الوطني ونقل تلك النتاجات الشعرية التي مجدت الثورة وأبطالها و ترسيخها في تصورات الأجيال الناشئة. ومن جهته يرى الأستاذ عروي عمر من جامعة تيارت أن الشعر الشعبي هو وثيقة هامة يمكن الإعتماد عليها في كتابة تاريخ الثورة التحريرية المجيدة وما سبقها من مراحل الكفاح السياسي و المقاومات الشعبية التي واجهت المستعمر الفرنسي. وستتواصل هذه اللقاءات الفكرية التي تجري بحضور جموع من متذوقي هذه الألوان من الشعر بتنظيم قراءات شعرية لممثلي مختلف الولايات وسط ديكور تقليدي تصنعه الخيمة "الحميانية" ضمن ليالي السمر الصيفي مع تقديم وصلات فنية تراثية إلى جانب تنظيم زيارات ميدانية إلى المعالم السياحية عبر الولاية.