إنطلقت مساء الخميس بالنعامة فعاليات تظاهرة الأيام الثقافية الوطنية للفولكلور بمشاركة العديد من الفرق الفلكلورية و الأساتذة و الباحثين في الثقافة و التراث الشعبي اللامادي. وتجري هذه التظاهرة الثقافية التي تنظمها مديرية الثقافة بدار الثقافة "عبد الحميد بن باديس" شعار " تراث الأمة رمز حضارتها - التراث الثقافي ينمي الإحساس بالهوية". وتميز حفل افتتاح هذا الحدث الثقافي و الفني بعرض بهيج صنعته تشكيلة من اللوحات الفنية الجميلة التي قدمتها عدة فرق فولكلورية و التي تعكس نماذج حية عن مدى عراقة تاريخ التراث المحلي في الغناء و الموسيقى و الرقص عبر منقطتي الصحراء و الهضاب العليا. و استمتع الجمهور بتقديم كوكتال من الآداءات الغنائية الراقصة و المعبرة التي قدمتها فرق محلية من عدة مناطق من ولاية النعامة منها فرقة "المعلم المنصور" للديوان و فرقة "جيلانة للقناوي" و فرقة "الحيدوس " للعين الصفراء و فرق أخرى من ألوان "العلاوي" و"القرقابو" و "التيندي" وغيرها. كما قدمت قصائد في الملحون للدكتور الشاعر ماموني حمداوي. وتتواصل فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للفولكلور بالنعامة إلى غاية السبت المقبل حيث سطرت محافظة المهرجان برنامجا ثريا و متنوعا للتظاهرة التي تتزامن مع الإحتفالات بخمسينية الإستقلال الوطني. ويتضمن هذا البرنامج إضافة إلى عروض الفرق المشاركة تقديم مداخلات فكرية ودراسية حول "دلالات الموروث الثقافي و تأثيره في المجتمع "من تنشيط أساتذة مختصين من جامعات تيزي وزو و تيسمسيلت ووهران و سعيدة- كما أوضح المنظمون. كما سيتميز هذا الحدث الثقافي بمشاركة مختصين في عالم الغناء و الرقص الفولكلوري وبتنظيم ندوات و ورشات حول الرقص و الموسيقى لفائدة عشاق الفنون والتراث الغنائي الأصيل فضلا عن تنشيط أمسيات شعرية في تراث الملحون و الشعر الشعبي من قبل شعراء من ولايات النعامة و البيض و الجلفة و تيارت. وسيتم التركيز في هذه الندوات على إثراء الجانب الفكري حول موضوع الفولكلور الجزائري من خلال عرض و مناقشة عدد من المحاضرات التي ستتناول موضوعات ذات صلة بالحدث من بينها "الدخائر الروحية و الفكرية و تأثيرها على المجتمع" و "البعد الصوفي في الشعر الشعبي" و "الثقافة الرسمية و الثقافة الشعبية "و "تجليات الثورة التحريرية من خلال الشعر الشعبي الجزائري". ويقام أيضا طيلة أيام هذه التظاهرة معرض لتعريف الزوار بالآلات الموسيقية القديمة وألبسة الفرق الفولكلورية وألوان الفولكلور المختلفة التي تشتهر بها كل منطقة من ربوع الوطن علاوة عن عرض بيع منتجات تراثية للحرفيين. وتهدف التظاهرة إلى توعية الجمهور الواسع حول التراث الغنائي ومختلف طبوع الفنون الفولكورية القديمة بما يساهم في ترقية وتثمين وتطوير هذا التراث اللامادي المتمثل في الأغنية والموسيقى المتوارثة عبر الأجيال و التي تمثل أحد أوجه الثقافة الشعبية للمجتمع الجزائري- كما أوضح المنظمون.