اطلق بمقر الجامعة العربية في القاهرة اليوم الخميس وبالتعاون مع صندوق الاممالمتحدة للسكان تقرير حالة سكان العالم لعام 2013 والذي ركز على "الأمومة في عمر الطفولة وتحدي حمل المراهقات". وقال المدير الإقليمي لمكتب صندوق الاممالمتحدة للسكان محمد عبد الاحد ان التقرير يكشف خطورة تفشي ظاهرة حمل الفتيات المراهقات لا سيما في البلدان النامية واثارها السلبية على الفتاة وصحتها وفرصها في العمل وكذا على المجتمع داعيا الى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة بطريقة تحمي الفتيات وحقوقهن في العيش الكريم. ويشير التقرير الى أن الحمل في سن المراهقة مشكلة عالمية ولكن النسبة الاكبر هي في البلدان النامية. ووقفا للتقديرات تسجل يوميا نحو 20 الف حالة ولادة لفتيات تحت سن 18 عاما ومن اصل كل 10 حالات من هذه الولادات تكون منها 9 في اطار الزواج او الاقتران. كما يشير التقرير الى ان هناك 2 مليون فتاة تم اجبارهن على ان يكن امهات دون سن 15 سنة وتوقع ان يرتفع هذا العدد الى 3 ملايين فتاة بحلول عام 2030. واوضح المدير الاقليمي لمكتب صندوق الاممالمتحدة للسكان ان الفتيات الامهات والمواليد يتعرضن لعواقب صحية وخيمة نتيجة الحمل المبكر لافتا الي ان 70 الف من المراهقات في البلدان النامية يتوفون كل عام لاسباب تتعلق بالحمل والولادة. وقال ان التحدي الذي يواجه المنطقة هو ان واحدة من بين كل 10 نساء في سن 20-24 سنة انجبت لأول مرة قبل سن 18 عاما. واضاف انه على الرغم من شح المعلومات فان الفتيات اللاتي يحملن بعد البلوغ بفترة قصيرة يواجهن مخاطر وعواقب اجتماعية منها خروجهن من منظومة التعليم بشكل نهائي فضلا عن افتقادهن للمؤهلات والممارسة اللازمة لايجاد فرص عمل تساعدهن علي العيش الكريم. ونبه الى ان تكلفة فرص العمل المتصلة بحمل المراهقات عن طريق قياس دخل الام الضائع سنويا في حياتها تتراوح نحو 1 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي السنوي أو ما يقارب 124 مليار دولار. وقال ان الفتيات اللاتي يعشن في المناطق الفقيرة والريفية والاقل تعليما هن الاكثر عرضة لخطر الحمل المبكر عن نظيراتهن من ميسورات الحال الاكثر تعليما في المناطق الحضرية. ودعا الى تطبيق الاجراءات اللازمة المختلفة التي تمكن الفتيات من الدفاع عن حقوقهن الاساسية وسن التشريعات اللازمة للحد من زواج الاطفال والعمل على تمكين الفتيات من الدفاع عن حقوقهن الاساسية وكذلك اشراك الرجال ليصبحوا جزءا من الحل باعتبارهم شركاء في الاسرة ونشر التعليم للحد من هذه الظاهرة معتبرا مع مرور الوقت مشيرا الى انه وفقا للتقديرات فان نحو 39 الف فتاة تتزوج تتزوج كل يوم وان زواج الاطفال مرتبط بقوة بالحمل المبكر . ومن جهته دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الدول العربية الى الاستفادة من محتويات التقرير وتبني استراتيجيات متعددة الأبعاد من اجل القضاء على ظاهرة حمل المراهقات في االمنطقة العربية مشيرا الى ان هذه الظاهرة تأتي في الغالب نتيجة لقوى مجتمعية وعوامل اقتصادية والقضاء عليها يتطلب مشاركة كافة اطراف المجتمع ولا سيما المشرفين على التعليم والتربية وأولياء الأمور وقادة المجتمع بصفة عامة. واشار الى ان نقص المعلومات والمعطيات حول هذه الظاهرة في المنطقة العربية لا ينفي وجودها وربما انتشارها ولا يبعد تأثيراتها السلبية المتعددة على مستقبل الفتيات اللاتي كن ضحية لها وعلى المجتمعات و الأسر . ونبه العربي الى أن المنطقة العربية تمر حاليا بجملة من المتغيرات والتطورات التي كان لها تداعيات كبيرة على السكان ومع ذلك فأنها أولت اهتماما خاصا للمسألة السكانية وحرصت على أن تتمثل وتشارك بكثافة في المؤتمر الاقليمي للسكان والتنمية 2013 والذي كان له الدور الأهم على مستوى المنطقة لمناقشة الاولويات السكانية وإصدار اعلان القاهرة 2013 الذي صادقت عليه حتى الآن 19 دولة عربية.