نظم مناضلون من أجل حقوق الإنسان و مناهضون للاستعمار اليوم الأربعاء اعتصاما أمام الجمعية الوطنية الفرنسية للمطالبة باطلاق سراح السجناء السياسيين الصحراويين و احترام "الحريات الأساسية" في الأراضي الصحراوية المحتلة حسبما تمت ملاحظته. و هتف المتظاهرون الذين رفعوا العلم الصحراوي و حملوا بالنسبة للبعض منهم صورا لسجناء سياسيين سيما أولائك المعروفين بمجموعة اكديم ايزيك الذين يقبعون بسجن سلا قرب الرباط بعد أن صدرت في حقهم أحكام ثقيلة بشعارات منددة ب"تواطؤ" فرنسا مع المغرب و "انضمامها الأعمى لأطروحة المغرب حول الحكم الذاتي في الصحراء الغربية المحتلة". و من أهم الشعارات التي رددها المحتجون الذين لبوا نداء لجمعية الصحراويين بفرنسا "المغرب قاتل فرنسا متواطئة" و "حل وحيد وقف الاحتلال". و بعد أن ذكروا بأن جمعيات دولية لحقوق الإنسان (منظمة العفو الدولية "أمنستي أنترناشيونل" و "هيومن رايتس واتش" و "فرونت لاين" و مؤسسة كندي ...الخ) ينددون باستمرار ب"تفاقم" انتهاكات حقوق في الأراضي المحتلة طالب المتظاهرون بارساء "آلية دولية مستقلة و دائمة" لمراقبة حقوق الانسان في الصحراء الغربية. و حسب أميناتو مبارك المناضلة النشطة لجمعية الصحراويين بفرنسا فان اختيار يوم الأربعاء لتنظيم هذا التجمع لم يأت وليد الصدفة بل لأنه كما قالت هو يوم اجتماع كافة المجموعات البرلمانية بالجمعية. في تصريح لوأج أوضحت "نحن هنا اليوم للترحم على ضحايا تفكيك مخيم اكديم ايزيك من قبل القوات المغربية في 8 نوفمبر 2010 باستعمال القوة العسكرية و ابلاغ هؤلاء النواب بأن الجالية الصحراوية بفرنسا تطالبهم باتخاذ موقف صريح ازاء المسألة الصحراوية". و من جهته أشار أمين اللجنة من أجل احترام الحريات و حقوق الإنسان في الصحراء الغربية (كوريلسو) جان بول لو ماريك أن التجمع يرمي إلى احياء الأحداث المأساوية لمخيم اكديم ايزيك لكن أيضا إلى "التأكيد على ارادة الشعب الصحراوي في تقرير المصير". و أوضح قائلا أن "تواجد اللجنة من أجل احترام الحريات و حقوق الانسان في الصحراء الغربية في هذا التجمع هدفه التنديد بالحصار الذي يفرضه المغرب الذي لا زال يرفض تطبيق القانون الدولي و حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الذي يستمر في انتهاك حقوق الانسان حتى خلال زيارات برلمانيين أو مسؤوليين دوليين" في اشارة إلى آخر جولة قام بها المبعوث الأممي كريستوفر روس الذي صادفت آخر زيارة له مظاهرات تعرضت أحيانا لقمع عنيف في الأراضي المحتلة. و بهذه المناسبة أعرب ذات المتحدث عن تنصيب "مجموعة دراسة" بالجمعية الفرنسية حول المسألة الصحراوية التي يتمثل الهدف منها "أساسا كما قال في انذار حكومة (...) لا تقوم بأي خطوة نحو حل يقوم على القانون الدولي". في أكتوبر 2010 غادر أكثر من 20.000 صحراوي مدينة العيون المحتلة لانشاء "مخيم الكرامة" باكديم ايزيك بهدف "الدفاع عن حقوقهم السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية". في 8 نوفمبر قامت القوات المغربية بتفكيك المخيم و تم توقيف 22 مناضل لتتم ادانتهم في فيفري الماضي حيث صدرت في حقهم أحكام ثقيلة. و لاحياء الذكرى الثالثة لهذه الأحداث ضاعفت بعض الجمعيات تجمعاتها بفرنسا في الآونة الأخيرة ضم آخرها مئات المتظاهرين بساحة تروكاديرو بباريس للمطالبة "باطلاق سراح" السجناء الصحراويين الذين يقبعون بالسجون المغربية "اللامشروط".