يسود نوع من "التفاؤل الحذر" في أوساط المجموعة الدولية بخصوص المفاوضات الجارية حاليا بين دول مجموعة ال(5+1) وطهران حول الملف النووي الإيراني وسط تنبؤات بإمكانية التوصل إلى حل قريب للقضية يرتسم بالمشاركة المعلنة لوزراء خارجية الدول المفاوضة. فقد توقفت الجولة الرابعة من المفاوضات النووية الإيرانية التي عقدت اليوم في جنيف بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف و ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لإجراء المزيد من المشاورات بعد محادثات استمرت لمدة ساعة. وأكد ظريف عقب المحادثات "إمكانية التوصل إلى اتفاق" في مفاوضات جنيف لحل المسائل العالقة شرط توفر حسن النوايا والإرادة السياسية وقال بأنه "تم الاتفاق حول بعض المواضيع واختلفنا حول البعض الآخر ومن الطبيعي أن يتم في مثل هذه الظروف التنسيق بين أعضاء المجموعة وبلدانهم وبعض ما تم كان مثمرا". واعتبر بأن "مشاورات الوفود في مفاوضات جنيف ادت إلى نتائج ايجابية" مؤكدا أن "تخصيب اليورانيوم من بين الحقوق التي سنعمل على تثبيتها في أي حل يتم التوصل إليه في المفاوضات". ومن جهته وصف مايكل مان الناطق باسم آشتون المحادثات التي جرت اليوم بين ظريف وآشتون ب"المفيدة" مشيرا إلى أن هذه الجولة من المفاوضات "انتهت والسيدة كاثرين آشتون تجري حاليا مشاورات مع ممثلي مجموعة (5 +1)". وكان عضو الفريق الإيراني المفاوض سيد عباس عراقجي قد صرح في وقت سابق بأن الجانبين يناقشان الوثيقة المشتركة وقال" لم نقترب من المراحل النهائية بعد فالمفاوضات شهدت تطورا كبيرا عما كانت عليه سابقا لكن الطرفين مازالا يختلفان بشأن بعض المواضيع". وضمن السياق نفسه ذكرت مصادر إيرانية مطلعة بأن نقاط الاختلاف بين إيران ومجموعة (5 +1) تدور حول خمسة مواضيع أحدها تخصيب اليورانيوم. وكان مصدر مقرب من الوفد الإيراني قد صرح بأن مباحثات "مفيدة" جرت أمس الخميس بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بشان الملف النووي الايراني . وتتفاوض دول (5 + 1) مع إيران حول نص اتفاق مرحلي مدته ستة أشهر للحد من أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية تلي ذلك مهلة لإجراءات بناء الثقة وإجراء المزيد من المباحثات للتوصل إلى اتفاق نهائي دائم. — ملامح نجاح المفوضات ترتسم بمشاركة وزراء خارجية دول ال(5+1) — ويرى الخبراء بأن المشاركة المرتقبة لوزراء خارجية دول مجموعة ال(5+1) التي تشمل كلا من الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا في المفاوضات ترسم ملامح توجه الأزمة النووية الإيرانية نحو الانفراج. فمن المقرر أن يلتحق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بهذه المفاوضات التي ترتقي إلى المستوى الوزاري للمرة الثانية منذ بديتها هذا العام - والذي يرى المختصون في مشاركته دليلا واضحا على قرب نجاح هذه الجولة من المفاوضات. وسيلتحق أيضا كل من وزارء الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا والصين بالمجتمعين في جنيف للإعلان عن الاتفاق المرتقب. وتعد هذه الجولة من المفاوضات الثالثة من نوعها منذ اعتلاء الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني سدة الحكم في شهر أوت الماضي حيث استأنفت أول أمس الأربعاء في جنيف بغية التوصل إلى اتفاق لحل القضية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وكان روحاني قد أكد أمام برلمان بلاده أول أمس بأن بلاده تسعى إلى التوصل لاتفاق نووي" مربح لكافة الأطراف المنخرطة "في المحادثات حول برنامج طهران النووي مشددا في الوقت ذاته على أن بلاده" لن تتنازل عن حقوقها الشرعية بأي حال من الأحوال". وتؤكد إيران على سلمية برنامجها النووي وبأنه مخصص لأغراض مدنية بحتة بينما يتهمها الغرب بالسعي إلى امتلاك اسلحة نووية ومع إستمرار المباحثات في جنيف تضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية على إيران بالإعلان عن إستعدادات في مجلس الشيوخ الأمريكي لدراسة حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على طهران في حالة عدم التوصل إلى اتفاق.