أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة يوم الخميس بباريس أن مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (النيباد) "بلغت مستوى النضج" و أصبحت "برنامجا محوريا" بالنسبة للإتحاد الإفريقي. و قال لعمامرة في حديث لوأج عشية قمة الإيليزي (باريس-فرنسي) حول السلم و الأمن في إفريقيا "إن لم تعد النيباد موضوع الساعة فلكونها تحولت من حدث إلى مسار و بلغت مستوى النضج و أصبحت برنامجا محوريا بالنسبة للإتحاد الإفريقي". في رده على سؤال مفاده أن النيباد لم تعد موضوع الساعة قال لعمامرة أن "كثيرا ما كان الحديث عن هذه" الهيئة لما كانت مبادرة جديدة تبناها العديد من القادة الأفارقة البارزين من بينهم الرئيس بوتفليقة و رئيس جنوب إفريقيا السابق تامو مبيكي و الرئيس النيجيري اوليسيغون أوباسانجو". و أضاف أن "الأمر لا يتعلق اليوم بمبادرة اعتمدتها بعض الدول الإفريقية أو بعض قادتها البارزين بل أصبحت برنامجا و عنصرا متكاملا و أساسيا من النشاط اليومي للإتحاد الإفريقي". و أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن جزءا من سياسات و مفاهيم النيباد مدمج اليوم في المفوضية الإفريقية و أن جزءها التنفيذي أصبح وكالة لتنفيذ المشاريع خاصة المنشآت. و أنشئت مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا سنة 2001 حيث صادق عليها القادة الأفارقة و هي اليوم جزء من هياكل الإتحاد الإفريبقي بعد إنشاء وكالة النيباد سنة 2010. و عن سؤال حول الصعوبات المالية التي تواجه هذا الهيكل اعترف وزير الشؤون الخارجية بأن "التمويل يبقى دائما تحديا كبيرا بالنسبة لمشاريع المنشآت" مضيفا أن "العديد من المشاريع الطموحه قد أعدت". و ذكر على سبيل المثال بالطريق العابر للصحراء "الذي سيصل إلى غاية نيجيريا و يفك العزلة عن النيجر و مالي" و من المقرر إنشاء محور بين داكار و جيبوتي مع آفاق ازدواجية هذين المشروعين الهامين بالسكك الحديدية. و أضاف أنه تمت مباشرة تفكير حول منشآت الموانيء و "كل المنشآت التي من شأنها المساهمة في التكامل الإقليمي و القاري". و اعتبر السيد لعمامرة أن هذه المشاريع "بمثابة ثورة هادئة تتحرك على مستوى القارة الإفريقية عبر مراحل و منجزات تتحقق الواحدة تلو الأخرى من أجل بلوغ الأهداف المرجوة". و عن سؤال حول الطريق العابر للصحراء الذي "يبدو متوقفا" بالنيجر ذكر السيد لعمامرة أنه "على غرار كل المشاريع المهيكلة و الكبيرة و ذات البعد التاريخي فإنه فور الانتهاء من الدراسات يأتي مشكل التمويل". و قال في هذا الشأن أن "التمويل سيأتي من المجموعة التي تضم البنك العالمي و البنك الإفريقي للتنمية و البنك الإسلامي للتنمية و الجهود التي يتعين على كل بلد معني بذلها اعتمادا على موارده و إمكانياته الخاصة". و استشهد بمثال الجزائر التي "مولت و انجزت بالاعتماد على أموالها" مضيفا أن "فضل إفريقيا هو أنها سطرت لمشاريع استراتيجية هامة يجب أن تنجز أولا بتجنيد الإمكانيات الداخلية ثم بتعبئة الموارد الخارجية". و اعتبر السيد لعمامرة أن التمويل الأجنبي "ليس مساعدة" مضيفا ان الاستثمارات المنتجة بإفريقيا الواقعة جنوب الصحراء التي تعد اليوم "ثروة للنمو العالمي كون النمو في هذه البلدان يفوق 10 بالمائة تعد مفيدة للتنمية و إلى ديمومة مؤسسات الإنجاز للدول الأوروبية التي لم يعد بناء المنشآت الكبرى بها أولوية بها. و قال في سياق متصل أن "ضمان مواصلة التطور و الانتاج و نمو الثروة بالنسبة للمؤسسات الاوروبية الكبرى يحتم عليها أن تكون حاضرة في البلدان الإفريقية". يرافق لعمامرة الوزير الأول عبد المالك سلال الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في قمة الإيليزي حول السلم و الامن في إفريقيا. و شارك اليوم الخميس في الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية البلدان الإفريقية تحضيرا لهذه القمة التي بادر بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.