اكد الوزير الاول الصحراوي عبد القادر طالب عمر انه بالرغم من المحاولات المغربية لتاخير اعتراف جنوب افريقيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يظل دعم حزب نيلسون مانديلا للقضية الصحراوية "ثابتا" بل و "تعزز" اكثر. و صرح طالب عمر في حديث لواج ان "مانديلا كان يعتزم الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية غداة خروجه من السجن غير ان المغرب بذل كل ما في وسعه لاسيما من خلال لجوءه الى اطراف اجنبية لتاخير هذا الاعتراف الذي تم خلال رئاسة الرئيس السابق ثابو مبيكي". و اردف يقول ان الفترة التي سبقت الاعتراف بالجمهورية الصحراوية تميزت بعدة لقاءات بين الفقيد مانديلا و القادة الصحراويين بينما ما فتئ الدعم "السياسي" الجنوب افريقي لحق الصحراويين في تقرير المصير "يتعزز". و قال المسؤول الصحراوي ان هذا الدعم "الثابت" انعكس من خلال الفرص الدبلوماسية المتعددة و مختلف المنابر الدولية و ليس ذلك بغريب عن بلد ناضل شعبه طويلا من اجل الاعتراف بحقه في "المساواة" و "الكرامة". واشار الى ان "جنوب افريقيا كانت دوما في مقدمة المدافعين عن القضية الصحراوية لانها على غرار الجزائر تقدر حق تقدير معنى الحرية و العدالة". و لدى تطرقه الى التعاون "الوثيق" الذي كان قائما بين جبهة البوليزاريو و المؤتمر الوطني الافريقي ذكر الوزيرالاول الصحراوي ان دعم الحزب الجنوب افريقي لممثل الشعب الصحراوي "كان دبلوماسيا و سياسيا محضا كونه لم يكف ابدا عن تكريس كفاحنا في اللوائح الدولية". و قال ان التعاون تجسد ايضا من خلال تبادل المعلومات "و كان يمكن ان يكون عسكريا او لوجيستيا لولا صعوبة الوضع انذاك و البعد الجغرافي" مذكرا بالزيارة التي اجراها ثابو مبيكي الى الاراضي المحررة للصحراء الغربية خلال عهدته كرئيس لجنوب افريقيا. و اكد ان "هذه الزيارة سمحت له بالاطلاع عينيا على بعض الاسلحة المستعملة من قبل المغرب و الواردة من بلده كون ان الملك الحسن الثاني كان قد ابرم صفقات مع نظام الابارتيد ببريتوريا لاقتناء اسلحة". و بعد التذكير ان بلده قد اعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة ايام اثر وفاة البطل المناهض لنظام الابارتيد اشار الوزير الاول الصحراوي الى ان مانديلا هو الذي "مهد الطريق" لحكومة جنوب افريقيا و الذي ساهم من خلال "تمسكه بالمبادئ" في اتخاذ "الموقف الثابت" المتمثل في دعم القضية الصحراوية. مانديلا "الحزم و الصرامة" و كان اول رئيس اسود لجنوب افريقيا معروفا ب"حزمه و صرامته" ازاء المسائل التي تخص قيم و مبادئ "العدالة" و "الحرية" و "المساواة" حسب الشهادات المستقاة بشانه. و بهذا الشكل و دون احداث اي "مفاجاة" قام ايقونة مناهضة نظام الابارتيد بتبليغ الحسن الثاني "بان عدم الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يعني انه يصبح متواطئا في انكار حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". و في رد المغرب على مخطط السلم الاممي نبه مانديلا الملك بقوله "عليكم الاعتراف جلالة الملك ان ذلك يشكل محاولة جلية لانكار حق تقرير المصير التي يتوجب على منظمة الاممالمتحدة و ميثاقها الدفاع عنه و تكريسه". و استطرد مانديلا بصفته رئيسا "للدولة المتعددة الاعراق" يقول للعاهل المغربي "يشكل ذلك خيانة خطيرة و غير مقبولة لكفاحنا و تضامن المغرب معنا و التزامنا باحترام ميثاق الاممالمتحدة و العقد التاسيسي للاتحاد الافريقي". و اعترفت جنوب افريقيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يوم 15 سبتمبر 2004 منضمة الى ما يزيد عن 80 دولة التي اعترفت بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و تحديده بكل سيادة.