ذكر مختصون اليوم الاثنين بباتنة أن الابتكار والاختراع هو سبيل المؤسسات الجزائرية الوحيد للتصدي للتنافسية التي تفرضها العولمة و الانفتاح على العالم الخارجي. وأضاف المتدخلون في أشغال الأيام الوطنية الدراسية الرابعة حول الشراكة بين الجامعة والمحيط الاقتصادي و الاجتماعي التي افتتحت اليوم بجامعة "الحاج لخضر" أن بقاء المؤسسة في ظل التغيرات التي يمر بها العالم حاليا وخاصة الاقتصاد مرهون بالإبداع وتقديم منتجات جديدة تكون لها بصمتها المميزة. ويرى رئيس النادي الاقتصادي الجزائري و وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأسبق الدكتور عبد القادر سماري في هذا السياق أن تحسين وضعية وآليات الابتكار بالجزائر "يستوجب تأهيل المورد البشري و تثمين الطاقات المتميزة ورعايتها". و أضاف نفس المتدخل أن للجامعة دورا محوريا في مرافقة وتوجيه هذا الإبداع لما يخدم الاقتصاد الوطني والمؤسسة الجزائرية مشددا على ضرورة تعاقد وحدات البحث مع المؤسسات الاقتصادية التي يستوجب عليها أن تلتزم ببرامج تكوين وتأهيل لإطاراتها و تنشئ خلايا بحث بوحداتها الإنتاجية . وعلى أن تبادر السلطات العمومية من جانبها بتقديم تحفيزات جبائية ومالية للمؤسسات التي اعتمدت على البحث العلمي في تسييرها. أما الباحث والرئيس الأسبق لجامعة عبد الرحمان ميرة ببجاية البروفيسور جودي مرابط فرافع من أجل "وضع مكاتب ربط" بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية عبر التراب الوطني من أجل تفعيل شراكة حقيقية بين هذين العاملين الأساسيين لتطوير الاقتصاد وتوفير الأرضية الصلبة لتطوير الإبداع وتجسيده في الميدان. وركزت الأيام الوطنية الدراسية الرابعة حول الشراكة بين الجامعة والمحيط الاقتصادي و الاجتماعي في طبعتها الرابعة بباتنة التي تدوم يومين على مواضيع تتعلق بتكنولوجيات الإعلام و الاتصال وقطاع الصناعات الغذائية وكذا السياحة حيث أكد رئيس جامعة "الحاج لخضر" الدكتور الطاهر بن عبيد أن الشراكة وانفتاح الجامعة على محيطها الاجتماعي والاقتصادي وتفعيل طاقاتها العلمية تعد من "إحدى أولوياتنا ويجري التفكير حاليا في إطار إعادة هيكلة الجامعة لفتح قسم في تكنولوجيات الإعلام و الاتصال وأيضا معهد للدراسات السياحية." للتذكير شهدت جامعة باتنة بتاريخ 27 فيفري من السنة الجارية الإعلان عن إنشاء حاضنة تكنولوجية بجامعة باتنة "الأولى من نوعها" بالجامعة الجزائرية ليتم تدشينها في ماي من نفس السنة بحضور المدير العام للوكالة الوطنية لترقية وتطوير الحظائر التكنولوجية و نماذج من حاملي المشاريع من مناطق عدة من الوطن الذين حظيت مؤسساتهم بالمرافقة من طرف هذه الوكالة. وتهدف هذه المبادرة حسب نائب مدير الجامعة المكلف بالبحث العلمي الدكتور لمين ملكمي في مرافقة حاملي المشاريع في تجسيد إبداعاتهم واختراعاتهم على أرض الواقع لتكون الأيام الوطنية الدراسية حول الشراكة بين الجامعة والمحيط الاقتصادي و الاجتماعي الذي دأبت على تنظيمه جامعة باتنة فضاء لفتح النقاش بين الباحثين في الجامعة والمتعاملين الاقتصاديين. وينتظر أن يتوج هذا اللقاء الذي يشارك فيه باحثون ومختصون من الجزائر وكندا وكذا متعاملون اقتصاديون ومسؤولو العديد من القطاعات ذات الصلة الوثيقة بالتنمية في ختام أشغاله يوم غد الثلاثاء بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات بين جامعة باتنة وبعض الفاعلين في محيطها الاقتصادي والاجتماعي.