ستتميز الدورة العادية 22 لندوة رؤساء دول و حكومات الإتحاد الإفريقي التي ستفتتح يوم الخميس بأديس أبابا بطرح مجددا مسألة عودة النزاعات و اوضاع اللااستقرار التي تعرفها القارة الإفريقية. و يتمثل الموضوع المطروح للنقاش خلال هذه الدورة في "تحويل الفلاحة في إفريقيا : اغتنام الفرص من أجل نمو شامل و تنمية مستدامة" مع التركيز على مسألة حفظ السلم و الأمن اللذين يعدان مفتاح التنمية الإجتماعية و الإقتصادية في القارة. و دعت رئيسة مفوضية الإتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما خلال اجتماع المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي بلدان القارة إلى "القضاء على جميع الأسلحة في أفق 2020" من خلال إنشاء مجتمعات "لا تقصي أحد و متسامحة". و أبرزت السيدة زوما أهمية المصالحة و حقوق الإنسان في إفريقيا حتى لا تترك للأجيال القادمة الحروب و النزاعات. و أردفت تقول في هذا الشأن " علينا مواصلة العمل من أجل ضمان السلم و الإستقرار و إنشاء مؤسسات ناجعة و ديمقراطية تتمتع بحكامة رشيدة إضافة إلى ضمان التنمية و الانصاف في توزيع الثروات". و بالمقابل تبقى القارة ضحية أزمات تهدد وحدتها. ففي شمال إفريقيا يشكل الانتقال السياسي في تونس و "الحرب" في مالي و اللاإستقرار في ليبيا و مصر تهديدات دائمة بالنسبة لدول الجوار. اما إفريقيا الغربية فهي مهددة اكثر من اي وقت مضى بسبب الحرب في مالي و امتدادها إلى الدول الأخرى حيث تنتشر الجماعات الإرهابية بكثرة و هو الوضع الذي تنعكس آثاره مباشرة على النيجر و نيجيريا. و في وسط إفريقيا يوجد الكاميرون ضحية جوار يعاني من انعدام الأمن في حين سمح انتخاب رئيسة مؤقتة في جمهورية إفريقيا الوسطى ببعث الأمل في انتظار تنظيم انتخابات رئاسية. كما تعاني إفريقيا الشرقية من نزاعات داخلية في كينيا و جنوب السودان و الصومال و البحيرات الكبرى حيث تشكل الجماعة المتمردة القوى الديمقراطية لتحرير رواندا تهديدا بالنسبة لكيغالي. و بالإضافة إلى تحدي السلم و الأمن على القارة الإفريقية أن ترفع تحديا أخرا يتمثل في الامن الغذائي. و في هذا الصدد دعا القادة الأفارقة مجددا إلى ضرورة تطوير الفلاحة في إفريقيا و تنمية الموارد البشرية في هذا القطاع و الإنتاجية و البنية التحتية لضمان الأمن الغذائي. و بهذا أوصت مفوضية الإتحاد الإفريقي دول المنطقة بتشجيع الشباب على الاستثمار في مجال الفلاحة.