شدد المشاركون في الدورة 60 للجنة الربط للطريق العابر للصحراء يوم الثلاثاء على أهمية هذه المنشأة القارية في تنمية التبادلات التجارية التي لا تزال ضعيفة بين الدول التي تمر عبرها. في هذا الخصوص أشار وزير الأشغال العمومية فاروق شيالي إلى اهمية تحقيق تكامل واندماج اقتصاديين بين الدول الستة المعنية بهذا الطريق (الجزائروتونس ومالي و النيجر والتشاد و نيجيريا) من خلال تحفيز المبادلات التجارية و فك العزلة عن مختلف المناطق الذي يعد الهدف الأول من هذه المنشأة القارية. واعتبر أن هذا الاجتماع الثالث من نوعه الذي يعقد على مستوى وزراء الدول الأعضاء المكلفين بالطرقات هو فرصة لتقييم مدى تقدم أشغال هذا الطريق الذي يمتد على مسافة 9.400 كم يربط الجزائر العاصمة بلاغوس (نيجيريا) إضافة إلى عدة فروع تغطي كلا من النيجر ومالي و التشاد و تونس. كما سيسمح اللقاء- حسب ذات المصدر- بضمان انسجام و تناسق الأشغال بين الدول الأعضاء و تحديد الخطوات القادمة لإنهاء هذا الطريق التي انطلقت أشغاله في نهاية الستينيات. وتجري اشغال الاجتماع الذي يدوم يومين في جلسات مغلقة. و استعرض شيالي بالمناسبة المجهودات التي بذلتها الجزائر لاستكمال الجزء المتواجد على ترابها على مسافة 3.400 كم حيث وفرت غلافا ماليا يقدر بحوالي 240 مليار دينار مشيرا إلى أنه سيتم في 2016 الانتهاء من آخر شطر يربط سيلات (تمنراست) بتيمياوين (الحدود الجزائرية-المالية) الممتد على 320 كلم. و من جانبه اعتبر الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية مجيد بوقرة أن هذا المشروع "ذا الأبعاد القارية" سيعمل فور استكماله على فك العزلة في منطقة الساحل و ربط دول جنوب إفريقيا بأوروبا. و أضاف أن الطريق يعد "رهانا" من أجل بلوغ التنمية الاقتصادية و السياسية في إفريقيا مشددا على ضرورة تطويره وجعله طريقا سيارا لتكثيف التبادلات التجارية و تنقل الأشخاص. و في ذات السياق أكد وزير التجارة مصطفى بن بادة أن الطريق العابر للصحراء سيكون له أثرا ايجابيا في مجال التنمية لاسيما على مستوى المناطق التي يعبرها لافتا إلى البعد الاستراتيجي للمشروع. ويتطرق وزراء الدول الأعضاء في اللجنة إضافة إلى دراسة الخطوات القادمة لانجاز هذا الطريق إلى الاقتراحات المقدمة من طرف لجنة الطريق العابر للصحراء. و يتعلق الأمر حسب الأمين العام للجنة محمد عيادي بإشراك مؤسسات و مكاتب المراقبة الوطنية لاستكمال هذا الطريق إضافة إلى استحداث مؤسسة مشتركة ستكلف بالصيانة الدورية للطريق. كما اقترحت اللجنة استحداث هيئة تتكفل بتسهيل و تنظيم و تأطير المبادلات التجارية بين بلدان المغرب العربي و بلدان إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء و التي لا تزال ضعيفة جدا رغم تسليم جزء كبير من هذه المنشأة. و تطمح لجنة الربط أيضا لإعداد مخطط تهيئة "لمنطقة الأثر" (تمنراست-غاو) للطريق العابر للصحراء للتمكن من تحديد و تقييم مشاريع الاستثمار و الرد على انشغالات سكان هذه المنطقة من خلال تثمين الإمكانيات المحلية. ويشارك في الاجتماع ال 60 للجنة الطريق العابر للصحراء عدد من مؤسسات التمويل كالبنك الإفريقي للتنمية والبنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا و البنك الإسلامي للتنمية و البنك الإفريقي للتنمية و صندوق منظمة أوبك للتنمية.