أبرز مشاركون في اللقاء الجزائري-الفرنسي الاول حول البناء الذي يختتم اليوم الخميس بالجزائر ضرورة تجسيد شراكة "غير تجارية" في قطاع السكن تعتمد على نقل الخبرات والتقنيات الحديثة وتكوين الموارد البشرية بالاعتماد على منطق الشراكة المربحة للطرفين. وأكدوا خلال هذا المنتدى الاقتصادي الذي عرف مشاركة العديد من المؤسسات الجزائرية والفرنسية تمثل عدة فروع لقطاع البناء على ضرورة ترقية الشراكة بين الطرفين في اطار المنفعة المتبادلة بالنظر الى اهمية البرامج والمشاريع في مجال السكن والمرافق العمومية. في هذا الصدد، أوضح رئيس مجلس المديرين بشركة مساهمات الدولة للهندسة "جوناست" عراب سعيد في تصريح لوأج أن ما يهم الشركات الجزائرية في موضوع الشراكة الدولية هو خلق مؤسسات استثمارية في إطار القاعدة 49/51 في المائة التي تنظم الاستثمارات الاجنبية بالجزائر. وأبرز ان الشراكة ينبغي أن تمكن اليد العاملة الجزائرية من بنائين ومهندسين وتقنيين من الحصول على التكوين والحصول على التكنولوجيات والتحكم فيها. ويتوجب ان يتم هذا -حسب المتحدث- من خلال فتح ورشات للتكوين لصالح الطاقة البشرية المتوفرة ورسكلة وتدريب المهندسين والخبراء في مجال البناء واستعمال الدراسات والبرمجيات الحديثة. كما أكد عراب على حرص الطرف الجزائري على احترام قاعدة "رابح- رابح" من خلال حصول المؤسسات الفرنسية على فرص للاستثمار مقابل استفادة الطرف الجزائري من التكنولوجيات الحديثة قائلا :" لقد انتهت فترة استقدام الخبراء للبناء فقط والشراكة التجارية". من جانبه، يرى رئيس مجلس المديرين لمؤسسة تسيير المساهمات "إنجاب" ياسين حفيان أن الشراكات التي تبرم على الصعيد العالمي تفرض على الطرف الجزائري ترقية الشراكة مع الاجانب في اطار المنفعة المتبادلة. واضاف أن المؤسسات الجزائرية في قطاع البناء مطالبة بإنجاز برامج سكنية عامة في غضون الخمس سنوات المقبلة مما يستوجب -يقول- الانطلاق في العمل الجاد بين المؤسسات الجزائرية والفرنسية للحصول على التكنولوجيات الحديثة للمساهمة في تجسيد المشاريع المقررة. واقترح السيد حفيان التوجه نحو توفير معامل خاصة موجهة لتوفير احتياجات مشاريع البناء ما من شأنه أن يساهم في تسريع وتيرة الانجاز خاصة مع توفر امكانيات بشرية هامة لكنها تحتاج إلى تأهيل وتكوين في التقنيات الحديثة في مجال البناء. بدوره، أكد لوك كالبا المدير العام لمؤسسة لافارج الجزائر المتخصصة في صناعة الاسمنت الاهمية التي توليها لافارج لعنصر التكوين وتاهيل الموارد البشرية لافتا الى كفاءة الخبرات الجزائرية التي تمكنت من صنع نماذج خرسانة ذات جودة عالية في مدة قياسية بعد افتتاح أول مخبر لتطوير مواد البناء للمؤسسة. وقال إن الاطارات واليد العاملة الجزائرية تمكنت من تحقيق نتائج ايجابية بعد استفادتها من التكوين في مختلف تخصصات البناء والتقنية الحديثة لتسهيل عمليات التصنيع ما يؤكد -يضيف السيد كالبا- اهمية الخروج من الطابع التجاري لعلاقات الشراكة. من جهته، يرى رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين السيد جمال شرفي أن قطاع البناء في البلاد يعيش مرحلة "إعادة هيكلة" للوصول الى مؤسسات جزائرية ذات صيت وتتحكم في تقنيات الانجاز الحديثة. واعتبر أن المشكل الذي يعاني منه القطاع هو غياب اليد العاملة المؤهلة وعدم وجود إقبال على المهن الثانوية ومختلف التخصصات في البناء وهو ما انعكس على مستوى الانجاز. وأضاف شرفي أن اللقاء الجزائري الفرنسي للبناء والذي يدوم يومين يسمح بوضع تصور مشترك حول بعض التقنيات المستعملة خصوصا في الاعتناء بالفضاءات والبنايات القديمة وتنمية المعارف في مجال التصميم.