ولأن التاريخ سجل بقيت مواقف وتضحيات الشهداء مصطفى بن بولعيد ، ديدوش مراد ، بن مهيدي ، و كريم بلقاسم وبقية الأبطال يذكرها ويحكيها الآباء للأبناء وتتواترها الأجيال جيلا بعد أخر، كيف لا وهم الذين تركوا لنا المشعل متوهجا بنور الحرية و الاستقلال .فهل يا ترى حافظ جيل اليوم على المشعل متوهجا وبقي وفيا لتضحيات من لقنوا فرنسا درسا في البسالة والتضحية. لكن هل يشعر الجيل الحالي بتضحيات جيل نوفمبر؟ وماذا يعرف الجيل الجديد عن رجال الثوة وقادتها وتضحياتهم الجسام؟ أول انطباع لفت انتباهنا أثناء قيامنا باستطلاع بعض الطلبة بثانوية عمر راسم بالجزائر العاصمة بقاء تاريخ أول نوفمبر 1954 راسخا في قلوبهم وعقولهم وأن الروح الوطنية مازالت راسخة في أذهانهم على عكس ما كان يظن البعض، بأن شباب اليوم نسي قيم نوفمبر وتخلى عنها. زيادة على ذلك، لاحظنا وعلى الرغم من أن البعض لا يعرف التفاصيل الدقيقة للثورة إلا أن أغلبية التلاميذ يعرفون العناوين الكبرى للثورة المجيدة كأسماء بعض الشهداء والمجازر الفظيعة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري لى ذلك من معارك وفتوحات حققها جيل الثورة . وفي حديثنا مع الطالبات ، ترى إيمان وزميلاتها أن "تاريخ أول نوفمبر 1954 جاء بعد 132 سنة من الاحتلال والقهر والعذاب، وهو ما دفع بالغيورين على هذا الوطن أمثال بن بولعيد ، ديدوش مراد ، بن مهيدي على التخلي عن الكفاح السياسي و اللجوء الى الجهاد المنظم" ، حيث اتفقت مجموعة الستة -تقول زميلتها منال- على تقسيم الوطن إلى 5 مناطق لبداية العمل المسلح المنظم. أما سعاد فقد أكدت "أنها ليست ملمة جيدا بتاريخ الثورة المظفرة"، وعلى الرغم من ذلك تحدثت لنا عن ظروف صياغة بيان أول نوفمبر ومجموعة 22. ومحاولة منا معرفة مدى إلمام الطلبة الجامعيين بتاريخ الثورة الجزائرية اقتربنا من البعض منهم ، حيث قال محمد طالب بكلية الطب لجامعة الجزائر "أن تاريخ أول نوفمبر كان نتيجة وعي الشعب الجزائري بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة وأن فرنسا لا تعترف إلا بقوة الحديد وهو ما دفع بالشعب الجزائري إلى تنظيم نفسه عبر توحيد الحركات الوطنية والانضواء تحت لواء جبهة التحرير الوطني الناطق الرسمي باسم الشعب والمقرر الوحيد لإعلان الثورة التحريرية". وأضاف سعيد، وهو من ولاية تبسة يدرس بكلية العلوم الإنسانية ببوزريعة، أن أول نوفمبر يمثل تاريخ اندلاع الثورة المجيدة، معربا عن أسفه ل"عدم إهتمام جيل الاستقلال بتاريخ السلف من المجاهدين الذي ضحوا بالنفس والنفيس للننعم نحن بالاستقلال". من جانبه وجه مقران رسالة إلى الأجيال الصاعدة يطالب من خلالها الحفاظ على الجزائر والمطالبة بالحقوق بطريقة ديمقراطية دون الانتظار لأنه على حد قولها لا شيء يأتي بالسهل، مضيفة بأن هذه البلاد لنا حق فيها ولا أحد أفضل من الآخر، وأن حياة الحرية أفضل ألف مرة من الاستعمار. لذا فينبغي الحفاظ عليها. نفس الرسالة وجهتها زهور، وهي طالبة بكلية الطب تخصص جراحة أسنان، قائلة بأنه لابد من مواصلة درب أجدادنا وأن نغتنم الذكرى ال 54 لاندلاع الثورة لنعمل على تحسين وتطوير بلدنا. مضيفة بأن تاريخ الفاتح نوفمبر مفخرة لما قام به أجدادنا لأجل تحرير الجزائر من المستدمر. لكنها استطردت تقول بأن ما قدم لنا من معلومات عن تاريخ الثورة غير كاف، ويستلزم وجود الأشخاص الحقيقيين الذين عايشوا الحدث لينقلوا لنا و للأجيال الصاعدة التاريخ الدقيق للثورة الجزائرية.